في تطور عسكري خطير وغير مسبوق ينذر بمنعطف كارثي في الملف اليمني، أقدم طيران المملكة العربية السعودية على استهداف ميناء المكلا الحيوي بمحافظة حضرموت بسلسلة غارات جوية، في خطوة وصفت بأنها تصعيد نوعي يطال المنشآت الاقتصادية الأكثر حيوية في البلاد.
وجاء هذا الهجوم المباغت تلبية لدعوات أطلقها رشاد العليمي من خارج اليمن، مما أثار موجة من الاستنكار الشعبي والسياسي، حيث اعتبر مراقبون أن استدعاء القصف على منشأة خدمية وتجارية يمثل طعنة في خاصرة الاقتصاد الوطني ويزيد من تعقيدات المشهد المتأزم أصلاً، وسط استغراب شعبي من قيام المملكة العربية السعودية بقصف حلفائها في اليمن.
وتسبب القصف في حالة من الذعر والهلع الشديدين بين أوساط السكان والمدنيين، لاسيما وأن ميناء المكلا يقع في قلب منطقة شعبية مكتظة بالأحياء السكنية، وهو ما يضع حياة الآلاف من الأبرياء على المحك ويحول المدينة الهادئة إلى ساحة حرب مفتوحة وسط مخاوف من سقوط ضحايا مدنيين وتدمير البنية التحتية.
ويؤدي استهداف هذا الشريان الإمدادي الوحيد لمحافظة حضرموت والمناطق المجاورة لها إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق، حيث سيتسبب توقف الميناء في قطع الإمدادات الغذائية والطبية، مما يضاعف معاناة المواطنين الذين يواجهون ظروفاً معيشية قاهرة تحت وطأة الحرب والحصار.