ولم يكن يتوقع أن مفاجأة تنتظره هناك : الورشة المتنقلة (ساحبة الدبابات) التي وجدها أمامه هي نفس الآلية التي كانت على عهدته حتى صيف 1994 ، بنفس رقمها ومواصفاتها .
وكانت لحظة التعرف عليها كفيلة بأن تملأ عينيه بالدموع ، فقد عاش بداخلها سنوات خدمته ، وسكنت ذاكرته كما سكن بداخلها .
يُعد المهندس ناصر حسن زين أحمد واحداً من أبرز كوادر هندسة الدبابات في الجنوب، بشهادة الخبراء الروس واليمنيين .
وقد أُسر مع مجموعة من رفاقه خلال حرب 1994 ونُقلوا إلى سجن مأرب حتى ما بعد 7 يوليو، ليتم الإفراج عنهم لاحقاً، ثم تسريحه مثل بقية الكفاءات الجنوبية .
وفي حرب 2015 لبّى النداء مجدداً ، فالتحق بالمقاومة الجنوبية في ردفان ضمن كتيبة الدبابات في جبهة بله ، ثم انتقل إلى اللواء الخامس دعم وإسناد بقيادة القائد مختار النوبي ، والفقيد محمد صالح حسين قائد كتيبة الدبابات ورفيق السلاح .
ومع مطلع ديسمبر الجاري، استجاب المهندس ناصر لنداء الواجب مرة أخرى ، متوجهاً مع وحدات اللواء الخامس إلى حضرموت ضمن فريق هندسي لتجهيز الدبابات وترميم ما يمكن إنقاذه من الآليات التي تركتها قوات الأمس ، ليعود الرجل إلى أصوله وآلياته ورفاقه… وإلى قطعة من تاريخه ظلت تنتظره 31 عاماً .
صالح حسن زين