حضرموت، بتاريخها العريق وثقلها الاجتماعي والاقتصادي، كانت وما زالت ركيزة أساسية في المشروع الوطني الجنوبي. وقد برز أبناؤها في مختلف المراحل كنموذج للفداء والإصرار على الدفاع عن حق الجنوب في الحرية والسيادة.
ومن هنا، فإن اختيار حضرموت لتكون مركز الاحتفال بذكرى الاستقلال يحمل اعترافًا رسميًا بمكانتها، وامتنانًا لتضحيات رجالها، وتأكيدًا على عمق حضورها في وجدان الجنوب.
كما يعكس هذا القرار إدراكًا واضحًا من القيادة الجنوبية للدور الاستراتيجي الذي تمثله حضرموت في المستقبل السياسي والاقتصادي للجنوب.
فالمحافظة، بما تمتلكه من موارد، وموقع جغرافي، وحضور بشري واسع، تمثل عمقًا استراتيجيًا لا غنى عنه لأي مشروع وطني يسعى إلى إعادة بناء الدولة الجنوبية على أسس متينة.
ومن خلال هذا الاحتضان للفعالية المركزية، تُبرز القيادة الجنوبية أن حضرموت ليست هامشًا، بل قلبًا نابضًا للمشهد الجنوبي ومحورًا رئيسيًا في أي مسار تحرري أو نهضوي قادم.
ويحمل اختيار حضرموت كذلك رسالة واضحة بأن الجنوب موحد في رؤيته وهويته، وأن مشروع استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على حدود ما قبل 1990م ليس مشروعًا مناطقيًا أو فئويًا، بل هو مشروع يشترك فيه أبناء الجنوب كافة، من عدن إلى المهرة، مرورًا بساحل حضرموت وواديه وصحرائه.