تؤكد التطورات الميدانية والسياسية في الجنوب أن محاولات إثارة الفوضى عبر حملات إعلامية موجهة لم تحقق أهدافها، في ظل ارتفاع مستوى الوعي الشعبي وصمود أبناء الجنوب أمام ما يصفه مراقبون بأنه “آخر أسلحة الخصوم بعد فشل رهانات القوة”.
وتشير المتابعات إلى أن حملات التحريض المنظمة التي تروج لها منصات ممولة خارجياً اصطدمت بقدرة المجتمع الجنوبي على التمييز بين الحقائق والشائعات، وهو ما ظهر جليًا في عدة محطات كان أبرزها التفاف الشارع حول المؤسسات الأمنية والعسكرية خلال الأشهر الماضية.
وتعزز التقارير الميدانية هذا الاتجاه، حيث أظهرت الأحداث الأخيرة فشل محاولات توظيف الإعلام لإحداث انقسام داخلي أو التأثير على التماسك المجتمعي، بعد أن برزت مواقع اخبارية ومبادرات شبابية ومدنية للرد على المعلومات المضللة، إضافة إلى الدور الواضح لوسائل إعلام جنوبية في تفنيد الأكاذيب بالوثائق والشهادات المباشرة.
ويعتبر محللون أن صمود أبناء الجنوب يعود إلى إدراكهم لطبيعة “الحرب الناعمة” التي تستهدف استقرارهم، وهو ما جعلهم أكثر استعدادًا للتفاعل الواعي مع الأحداث، مقارنة بسنوات مضت كانت فيها الشائعات تنتشر بسرعة أكبر.
وبينما تتراجع هذه الحملات أمام وعي المجتمع، يؤكد مراقبون أن هذا الفشل المتكرر يدفع خصوم الجنوب إلى مراجعة خياراتهم، بعد أن أثبتت الوقائع أن ما لم يتمكنوا من تحقيقه بالسلاح لا يمكن أن يتحقق عبر الإعلام الموجّه، في ظل صلابة موقف الشارع وثقته بقيادته ومؤسساته الأمنية.
