كتب/ معاذ فيزان
يمر وادي حضرموت بمنعطف حساس يجعل من الضروري أن يراجع جميع أبنائه مواقفهم، وفي مقدمتهم بن حبريش الذي ما يزال إرث والده وعمه الراحلين يلقي بظلاله على المشهد السياسي والاجتماعي للوادي. فالفقد الكبير الذي عاشته الأسرة لم يكن حدثاً عادياً، بل جزءاً من مرحلة معقدة عاشتها المنطقة، وشعر فيها كثيرون بأن حقوقهم تُنتزع وثرواتهم تُستنزف.
وفي خضم هذه التحولات، يرى كثير من أبناء حضرموت والجنوب أن أمام بن حبريش فرصة تاريخية لاستكمال ما بدأه والده وعمه، عبر الوقوف إلى جانب مشروع وطني جامع تمثله القوات المسلحة الجنوبية، باعتباره الإطار الأقدر — من وجهة نظرهم — على حماية الوادي واستعادة الحقوق والتصدي لأشكال النفوذ التي أثّرت لعقود على أمن حضرموت وثرواتها.
وفي الوقت ذاته، برزت تحذيرات واسعة من محاولات جرّ الشباب أو استغلال مشاعرهم أو معاناتهم الشخصية لصالح أطراف لطالما ارتبط اسمها بالأزمات السابقة. إذ يؤكد ناشطون وسياسيون أن الثقة لا تُبنى بالشعارات ولا بالوعود المؤقتة، بل بالمسار الذي يثبت صدقه على الأرض، وبالاصطفاف مع من وقف مع أبناء الوادي في أحلك الظروف.
وتدعو هذه الأصوات بن حبريش إلى النظر بعقلانية إلى المشهد، وأن يختار موقعه بما ينسجم مع تاريخ أسرته ودورها وموقفها المعروف، وألا يسمح بأن يكون خارج الصف الجنوبي الذي طالما دافع أهله عن حضرموت وأمنها واستقرارها.
وفي النهاية، يبقى القرار لك سا بن حبريش نفسه، بين أن تكون جزءاً من موقف وطني موحّد يعزز قوة حضرموت والجنوب ، أو أن تترك المجال لمن يسعون لإعادة إنتاج الماضي بأدوات جديدة. ومسؤولية الخيار ليست شخصية فحسب، بل ترتبط بمستقبل الوادي كله وما ينتظره من تحديات.