القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا على تلغرام: فجر عدن للاعلام

توثيق مجازر حوثية بحق مدنيين وتحذير من كوارث إنسانية وأرتفاع لمعدلات سوء التغذية في اليمن




تقرير / محمد مرشد عقابي:

ذكر مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان إنه وثق 8 مجازر أرتكبتها مليشيا الحوثي خلال عام 2020م أسفرت عن مقتل وإصابة 61 مدنياً بينهم نساء وأطفال، موضحاً في بيان مشترك أصدره بمعية مركز حقوقي لدعم الحقوق والحريات، بان المجازر الحوثية الثمان خلال العام المنصرم نتج عنها استشهاد 28 مدنياً بينهم 8 أطفال و 8 نساء وإصابة 33 مدنياً بينهم 7 نساء و 5 أطفال، مؤكداً بان محافظة تعز تعاني من استمرار استهداف المدنيين وممتلكاتهم بشكل مباشر من قبل مليشيا الحوثي، حيث يتكرر بشكل شبه يومي مشهد القصف والإستهداف الممنهج لبعض الأعيان والممتلكات العامة والخاصة والأراض الزراعية، لأفتاً الى ان الإنتهاكات الحوثية تعتبر خرقاً واسع النطاق للقوانين والمواثيق والمعاهدات الإنسانية الدولية، مبيناً بأن المليشيات ترتكب المجازر والإنتهاكات والأعمال العدائية بشكل مباشر ومتعمد ضد المدنيين والأبرياء العزل.

وفي السياق، حذرت عشرات المنظمات الحقوقية من كارثة إنسانية وشيكة ومحتملة في مأرب جراء تصعيد مليشيا الحوثي لهجماتها العشوائية واعمالها العسكرية دون أي احترام للمبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني والمخاطر المترتبة على قصف تجمعات السكان المدنيين، ووجهت منظمة سام للحقوق والحريات والمركز الأمريكي للعدالة إضافة إلى 33 منظمة حقوقية يمنية نداء إلى كل من منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة "مارك لوكوك" والمبعوث الأميركي لليمن "تيموثي ليندركينج" ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة "مارتن جريفيت" ومنسق الشؤون الإنسانية باليمن "وليام جريسلي"، لحثهم على التدخل العاجل لوقف التداعيات الإنسانية الخطيرة الناتجة عن هجوم جماعة الحوثي على مدينة مأرب شمال شرقي العربية اليمنية.

وطالبت المنظمات بوقف العملية العسكرية المستمرة على مركز محافظة مأرب وإعلان وقف إطلاق النار دون أية اشتراطات والسماح للجهات الدولية بإنشاء ممر غذائي وبشري آمن من أجل نقل الجرحى والمصابين لتلقي علاجهم في المستشفيات المجاورة والسماح بإدخال المواد الغذائية والمستلزمات الطبية العاجلة للمدينة وإنهاء عمل المليشيات خارج إطار القانون والدولة في اليمن، معبرة عن خشيتها من كارثة إنسانية وشيكة قد تحل بالمدنية جراء الهجوم العسكري الكاسح الذي تشنه مليشيا الحوثي، فضلاً عن تضرر ما يقارب مليوني نازح موزعين على أكثر من 90 مخيماً للنازحين منهم 965 ألف طفل و 429 ألف امرأة فروا من المحافظات القريبة خلال سنوات النزاع إلى مأرب التي كانت تعد مكاناً آمناً نسبياً ومعقلاً للشرعية اليمنية.

وأشارت المنظمات الى ان هجوم مليشيات الحوثي تسبب بعرقلة وإعاقة وصول المساعدات الإغاثية إلى النازحين، ناهيك عن تهديد حياتهم على نحو مباشر وقد يجبرهم الهجوم كذلك على الفرار بشكل جماعي من المدينة دون ممرات آمنة وبلا أية ضمانات بعدم تعرضهم لعمليات انتقامية حال سيطرت المليشيات عليها قبل أن يجدوا طوق نجاة لأنفسهم وللنفاد بحياتهم، منوهة إلى أن الهجوم على مأرب يقوض مساعي وجهود وفرص التوصل لحل سلمي للنزاع في البلد الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم إذ أصبح نحو 80% من اليمنيين يعتمدون على المساعدات الإغاثية و50% من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية وقد يموت مئات الآلاف منهم بسبب نقص المساعدات الإنسانية التي تراجعت على نحو كبير خلال العامين الماضيين.

وأكدت المنظمات أن القانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الدولية ذات الصلة توجب على جماعة الحوثي احترام القواعد القانونية التي كفلت الحماية للمدنيين لا سيما معايير الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي الخاص بالحقوق الإقتصادية والإجتماعية وقواعد لاهاي المنظمة للحرب البرية واتفاقيات جنيف الأربعة وميثاق روما المشكل للمحكمة الجنائية الدولية التي أكدت مجتمعة على حماية حقوق المدنيين وتجريم كل اعتداء أو سلوك أو ممارسة من شأنها أن تستهدف أو أن تشكل خطراً يمس المدنيين في أماكن تواجدهم وتجمعاتهم.

من جهتها، قالت منظمة أطباء بلا حدود الدولية إن نسبة الإصابات بأمراض سوء التغذية للأطفال في اليمن ارتفع الى نسبة قياسية هذا العام مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، واوضحت في تقرير لها ان أعداد الحالات هذا العام تصل الى 41 بالمئة مقارنة بفترة الستة أشهر نفسها من العام المنصرم، محذرة من مضاعفات خطيرة قد يتعرض لها الأطفال المصابين بسوء التغذية، وقالت : يعرض سوء التغذية الأطفال لمجموعة من الأمراض الثانوية التي قد تكون قاتلة إذا تركت دون علاج، ويبدو الإسهال والحصبة والتهابات الجهاز التنفسي مثل أمراض الطفولة الإعتيادية للعديد من الأطفال حول العالم ولكن بالنسبة للأطفال الذين يعانون من ضعف صحي أصلاً ويفتقرون إلى العناصر الغذائية الأساسية وفي غياب إمكانية الوصول في الوقت المناسب إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية يمكن أن يكون لهذه الأمراض والأوبئة تداعيات مهددة للحياة.

وذكرت أطباء بلا حدود بان هناك العديد من الأسباب التي تقف وراء وجود أطفال يعانون من سوء التغذية، مؤكدة ان معظم الحالات مرتبطة بالنزاع العنيف الذي يعاني منه البلد منذ العام 2015م، وأضافت المنظمة لقد دمرت الحرب القطاع الإقتصادي وسبل العيش بحيث لم يعد الناس قادرين على توفير الطعام لأسرهم أو شراء الوقود للتنقل بحثاً عن عمل أو طلباً للرعاية الطبية، علاوة على أن العديد من موظفي القطاع العام بمن فيهم العاملون في المجال الصحي لم يحصلوا على رواتبهم منذ سنوات، وأكدت انه في استمرار الأسعار في الأرتفاع وغياب المساعدات الإنسانية لن تتمكن العديد من العائلات من الحصول على طعام على الإطلاق، داعية أطراف النزاع والمجتمع الإنساني من المانحين والمنظمات لضمان إمكانية وصول العائلات إلى الغذاء والخدمات الأساسية وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى من هم في أمس الحاجة إليها، لأفتة الى أن الكثير من الأطفال الذين تعالجهم المنظمة يعانون الى جانب سوء التغذية من أمراض القلب والإلتهاب الرئوي والأمراض الخطيرة والفتاكة الأخرى.
هل اعجبك الموضوع :
التنقل السريع