وتأتي هذه اللحظة الفارقة لتضع المجتمع الدولي والإقليمي أمام حقيقة الإرادة الشعبية التي لا تقبل القسمة، حيث حمل وصول حشد الضالع دلالات سياسية عميقة، أبرزها التأكيد على وحدة المصير والجسد الجنوبي الواحد، والإصرار الشعبي على تجاوز كافة الرهانات السياسية للانتقال من مرحلة المطالبة إلى مرحلة إعلان الدولة والسيادة على الأرض.
إن هذا الطوفان البشري الذي غصت به ساحة العروض لم يكن مجرد تظاهرة عابرة، بل هو استفتاء شعبي مفتوح ورسالة حازمة تشير إلى أن زخم القضية الجنوبية يزداد اتقاداً مع كل منعطف سياسي، وأن هذه الحشود التي تجمعت من مختلف جغرافيا الجنوب تمثل القاعدة الصلبة التي يستند إليها القرار السياسي الجنوبي في طريقه نحو الاستقلال.
وتؤكد هذه المليونية أن ساحة العروض ستبقى دائماً هي البوصلة والمنصة التي تُعلن منها ملامح المستقبل الجديد للجنوب العربي، وسط إصرار جماهيري على انتزاع الحقوق السياسية والسيادية كاملة دون انتقاص