كتب/ معاذ فيزان
في مشهد وطني استثنائي، استعادت ساحة العروض في خورمكسر مجدها التاريخي بعد غياب تجاوز ثلاثة عقود، وذلك من خلال عرض عسكري مهيب لقواتنا المسلحة الجنوبية والأجهزة الأمنية، احتفاءً بالذكرى الـ58 لعيد الاستقلال الوطني 30 نوفمبر.
الفعالية التي حضرها قادة الصف الأول في المجلس الانتقالي الجنوبي وعدد من الوزراء والقيادات العسكرية، شكّلت لوحة وطنية جامعة جسدت عودة الروح للدولة الجنوبية ورمزيتها السيادية.
الجماهير التي احتشدت منذ ساعات الصباح الباكر، عبّرت عن فرحتها العارمة باستعادة ذاكرة المجد الجنوبي، مؤكدة التفافها حول مشروع التحرير واستعادة الدولة. كانت الهتافات والأعلام والوجوه المشرقة تروي قصة شعب ما يزال متمسكاً بحلمه المشروع مهما طال الزمن وتعاظمت التحديات.
ولم تكن حضرموت بعيدة عن المشهد…
فالمحافظة التي راهن البعض على سلخها عن هويتها الجنوبية، ردّت اليوم وفاءً بوفاء، حيث قدّمت مليونية تاريخية كسرت أصوات المشككين وعرّت دعاة التشظي. لقد أثبتت حضرموت أنها قلب الجنوب النابض وأنها جزء أصيل من نسيج الوطن الجنوبي الواحد، تتنفس مع عدن وتتقدّم مع المكلا وتثبت للعالم أنها لن تغرّد خارج السرب مهما حاول المتربصون.
إن هذا الزخم الجماهيري والسياسي والعسكري يعكس يقظة وطنية متجددة، ويؤكد أن الجنوب يمضي بخطى واثقة نحو تحقيق تطلعاته المشروعة في استعادة دولته كاملة السيادة على حدود ما قبل 1990م.
وفي الختام، لا يسعنا إلا أن نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات للقيادة السياسية وللشعب الجنوبي كافة بمناسبة عيد الاستقلال الوطني الأول، سائلين المولى أن يعيد هذه المناسبة العظيمة وقد تحقق الاستقلال الثاني، وأن تتوج تضحيات الشهداء والجرحى ببناء دولة جنوبية تستحق هذا الشعب الصابر المناضل.
تحية إجلال لكل من قدّم روحه ودمه في سبيل أن نعيش هذه اللحظة التاريخية.