بعد الحشد الجماهيري الكبير الذي شهدته مدينة شبام بمحافظة حضرموت لإحياء ذكرى 14 أكتوبر، تواصلت ردود الأفعال محلياً على مشاهد المشاركة الواسعة التي قُدّرت بعشرات الآلاف من مختلف مديريات الساحل والوادي.
واعتبر مراقبون أن ما حدث أمس لم يكن فعالية عابرة بقدر ما كان "استفتاءً ميدانياً" يعبّر عن تمسّك الشارع الحضرمي بخيار الانتماء الجنوبي ووحدة الصف، ويعيد ترتيب الأولويات على قاعدة "تفويض المشروع لا تفويض الأشخاص".
وبحسب متابعين، فقد ظهرت ثلاثة انعكاسات رئيسية للحشد:
أولاً، تثبيت صورة حضرموت كشريك رئيسي في صناعة مستقبل الجنوب، بعيداً عن محاولات المتاجرة باسمها أو اختزال قرارها في مبادرات فردية. ثانياً، توفير غطاءٍ شعبيٍّ واضح لجهود توحيد الموقف بين الساحل والوادي، بما يعزّز مسارات العمل المؤسسي ويحدّ من الاصطفافات الضيقة. وثالثاً، إضعاف الخطابات التي سعت خلال الأشهر الأخيرة إلى التشكيك بشرعية التمثيل الشعبي للمجلس الانتقالي، بعد أن أظهرت الحشود قدرة تنظيمية وجماهيرية لافتة.
كما رصدت منصات التواصل موجة تفاعلات تؤكد أن فعالية شبام أعادت توجيه البوصلة نحو المطالب الجامعة: حماية حضرموت وحقوق أبنائها، وترسيخ مؤسسات الجنوب على أسس عادلة. وأشار ناشطون إلى أن الانضباط والتنظيم اللذين رافقا الفعالية كانا بدورهما رسالة ثقة، عكسا استعداد المجتمع لتقديم الغطاء الشعبي لأي خطوات تعزّز الاستقرار وتمنع تفتيت القرار الحضرمي.
ويرى مراقبون أن هذا الصدى سيظهر عملياً في ملفات قادمة، من بينها توحيد المرجعية في العمل المحلي، وتعزيز التنسيق بين المكونات، والحد من محاولات تحويل حضرموت إلى ساحة تجاذب شخصي. وبذلك، بدت فعالية الأمس نقطة ارتكاز تتجاوز اللحظة الاحتفالية لتفتح مساراً أوسع عنوانه: قرار حضرموت يُصنع في الميدان وبأصوات جمهورها.