في صبيحة الرابع عشر من أكتوبر عام 1963، دوّى صوت أول رصاصة من جبال ردفان الشامخة، لتعلن ميلاد ثورة الذئاب الحُمر، التي أشعلت فتيل الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني، وغيّرت مسار التاريخ في جنوب الوطن.
انطلقت الثورة بقيادة مجموعة من الأحرار الذين واجهوا آلة الاستعمار بإرادة فولاذية، رافعين راية التحرر والاستقلال.
وكانت جبال ردفان مهدًا للثورة، ومن هناك تدفقت روح النضال إلى كل المحافظات الجنوبية، حتى تحقق النصر في 30 نوفمبر 1967 بإجلاء آخر جندي بريطاني من أرض الجنوب.
وتُعد ثورة 14 أكتوبر المجيدة نقطة تحول مفصلية في تاريخ الجنوب، إذ جسدت وحدة الإرادة الشعبية وروح التضحية التي صهرت أبناء الوطن في بوتقة واحدة ضد الاحتلال، لتغدو رمزًا خالدًا في الذاكرة الوطنية.
ومع إطلالة الذكرى الثانية والستين، يستعيد الجنوبيون فخرهم بتلك الشرارة الأولى التي أطلقتها بنادق الأبطال ، مؤكدين تمسكهم بمبادئ الثورة وأهدافها في استعادة السيادة والكرامة الوطنية.