لم يكن أخطر ما زرعه علي عبدالله صالح في جسد اليمن هو الفساد أو السلاح فقط، بل كان لغمًا سياسيًا موقوتًا اسمه "حزب الإصلاح". ففي مطلع التسعينيات، وبحسابات ضيقة، دفع صالح بعبدالله بن حسين الأحمر لتجميع تيارات الإخوان في حزب واحد، هدفه مواجهة الجنوب وكبح أي مشروع وطني مختلف.
اليوم، وبعد 35 عامًا على تأسيس ذلك الحزب، يتضح أن اللغم لم ينفجر في الجنوب وحده، بل ارتدت شظاياه على الجميع، بما فيهم صالح نفسه. ذلك الكيان الذي غذّاه ووفّر له النفوذ تحوّل إلى أداة تهدم الدولة من الداخل، عبر منصاته الإعلامية وتحالفاته المشبوهة وخطابه المزدوج الذي دمّر ثقة اليمنيين في السياسة.
وها هي الذكرى الخامسة والثلاثون لتأسيس الإصلاح تعيد التذكير بمدى خطورة ذلك اللغم الذي لم يتوقف عن القذف بالفتن والصراعات، وكأن مهمته لم تكتمل بعد حتى يدمّر ما تبقى من وطن أنهكته الألغام السياسية والعسكرية معًا.