الفعالية أقيمت في العاصمة عدن، بحضور علي الكثيري رئيس الجمعية الوطنية، وأعضاء هيئة رئاسة المجلس، ومحافظة محافظة أبين اللواء أبوبكر حسين سالم، ووزراء المجلس في الحكومة، وأسر الشهيد السيد ورفاقه، وجمع من القيادات المدنية والعسكرية والأمنية في المجلس الانتقالي والسلطات المحلية بالمحافظات.
الرئيس الزُبيدي قال في كلمته إن الجنوب يقف في هذا اليوم المهيب لتأبين الشهيد القائد البطل العميد عبد اللطيف السيد، ذلك القائد الفذ والمقاتل الشجاع الذي ضرب خلال مسيرته النضالية أروع صور وقيم ومعاني التضحية والفداء لأجل أرضه ودينه ووطنه
وأضاف أن الجنوب وهو يحيي الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد البطل عبد اللطيف السيد فهو يعبّر عما يقتضيه الواجب الوطني من اهتمام بمثل هكذا قادة وأبطال خلّدهم التاريخ، وخلّد أعمالهم وبطولاتهم وتضحياتهم، باعتبارها جزءا من تضحيات شعبنا الجنوبي ومؤسسته الدفاعية والأمنية التي حملت على عاتقها مهمة مكافحة الإرهاب بأبعاده الوطنية والإقليمية والدولية.
وأشار إلى أن الشهيد السيد عاش بقلبه الجسور ثابتا في مواقفه، شجاعا حاسما في تنفيذ المهام الجسيمة التي صنع من خلالها انتصارات عظيمة يلمسها شعبنا في أمنه واستقراره اليوم، وفي مقدمتها الانتصارات والإنجازات التي تحققت في مسرح عمليات" سهام الشرق".
وعبر الرئيس القائد عن الفخر والاعتزاز بالدور البطولي الذي جسده الشهيد القائد عبد اللطيف السيد في قيادة عملية سهام الشرق، وهو الفخر والاعتزاز الذي يشمل كل أبطال القوات المسلحة الأشاوس وفي طليعتهم الشهداء الميامين والجرحى الأبطال.
استعرض الرئيس الزُبيدي جانبًا من الدروس التي تُستلهم من حياة هذا البطل ومسيرته النضالية الفدائية، وهي أن التحولات التاريخية لمصائر الشعوب يصنعها قادة أفذاذ ورجال وطنيون أشداء، تفرزهم الأحداث والمنعطفات الفارقة وتدفع بهم الحاجة الوطنية والاجتماعية والسياسية إلى معتركها، ليمثلوا شرارة الخلاص وقادة الحسم والحزم حتى وإن كلّف الأمر حياتهم وحياة ذويهم.
وأشار إلى أن اقتران ذكرى استشهاد القائد البطل عبد اللطيف السيد بذكرى انطلاق عملية سهام الشرق، يحمل معاني ودلالات كثيرة، تؤكد في مجملها التزام الجنوب بالوفاء للشهيد القائد عبد اللطيف السيد وكل شهداء الجنوب، والوفاء لهم لا يكون إلا بمواصلة معركتنا المصيرية دفاعا عن الجنوب وشعبه، واستعادة دولته الحرة كاملة السيادة، وهو الهدف الأسمى الذي قدم الشعب الجنوبي قوافل من الشهداء لأجل تحقيقه.
وختم الرئيس قائلا: "نترحم على روح الشهيد القائد وكل شهداء الجنوب الذين سبقونا في نيل شرف الشهادة، وهو عهد علينا لهم ولأسرهم وذويهم وكل أبناء شعبنا بأننا على دربهم ماضون لتحقيق الحلم والهدف الذي قدموا أرواحهم في سبيله".
رسائل الرئيس الزُبيدي في ذكرى استشهاد العميد السيد، وانطلاقة سهام الشرق تؤكد أن الجنوب يفي لتضحيات شهدائه ورجاله الذين قدّموا أعظم التضحيات في سبيل تحرير الوطن من خطر الإرهاب الذي يُشكل تهديدا وجوديا كبيرا.
في الوقت نفسه، فإن الرئيس الزُبيدي قدّم تعهدًا بأن الجنوب سيواصل السير على درب الشهداء سواء من أجل استكمال عملية التحرير، أو على طريق استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة وهو المسار الذي يمثل خير ثأرًا لدماء الشهداء وما قدّموه من تضحيات.
في الوقت نفسه، فإنّ الجنوب حريص وبكل الصور الممكنة على لفظ آفة الإرهاب ودحر خطرها الذي يُشكل تهديدا ليس فقط على أمنه واستقراره لكن أيضًا على مستوى المنطقة وربما العالم.
هذا الأمر يعزز من حضور الجنوب على الساحة، ويساهم في تمتين علاقاته مع محيطه الإقليمي والقوى الدولية، علمًا بأن الجنوب حظي من قبل بإشادات كبيرة على دوره في مكافحة الإرهاب.
وبعثت رسائل الرئيس الزُبيدي بالكثير من الطمأنة بين الجنوبيين، حول استكمال هذا المسار مهما تكالبت قوى الإرهاب في إجرامها المسعور ضد الجنوب على كل المستويات.
وهذا الحزم العسكري الذي يلتزم به الجنوب ينعكس على أي تسوية سياسية، حيث لا يمكن للجنوب أن يخضع لأي محاولة يُراد فيها فرض أجندات خبيثة على أمنه واستقراره.