القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا على تلغرام: فجر عدن للاعلام

تحليل: تصاعد الخطاب الحوثي التهديدي !!!

من حيث المبدأ فإن الخطاب التهديدي الحوثي كان نهجا سياسيا واعلاميا ثابتا للحوثيين بغض النظر عن تطابقه مع الأفعال على الأرض.
لقد انطلقت تهديدات الحوثيين أولا ضد الجنوب..فلم يجنون سوى الهزائم في الضالع وفي عدن والعند وشبوة وفي الساحل الغربي بدء من منطقة باب المندب وحتى الحديدة...ولولا تخاذل قوى الشمال وانقاذ المجتمع الدولي لكان الحوثيون قد هزموا أو حوصروا.
وحتى بعض الأهداف التي حققها الحوثيون كمنع تصدير النفط من محافظتي شبوة وحضرموت الجنوبيتين ، لم يتحقق ذلك إلا بتخاذل الدول التي تنتمي إليها كبرى الشركات النفطية التي كانت قادرة على توفير الحماية لتلك الشركات والمنشآت.
إما ضرب أهداف مدنية غي أراضي المملكة والإمارات...فما كان ذلك ليتحقق إلا بمشاركة ايرانية مباشرة وضوء أخضر دولي بهدف ابتزاز هاتين الدولتين لصالح مقايضات ومساومات وحرب خفية.
وحتى ما يسميه الحوثيون نجاحهم في تعطيل جزء من حركة التجارة العالمية في البحر الأحمر بهدف ضرب قناة السويس وابتزاز دول المنطقة ما كان له أن يتحقق لولاء المواقف الأمريكية والدولية المداهنة ، حينا، والمتراخية تجاه الحوثيين، أحيانا أخرى.
أما جديد التهديدات الحوثية التي اطلقها ناطق جيشهم يحيى سريع أمام حشد من أنصار الحوثيين بمنع مرور السفن التجارية عبر طريق رأس الرجاء الصالح فهي كوم لحالها.
رأس الرجاء الصالح هو ممر بحري تطل عليه جمهورية جنوب افريقيا ويربط بين آسيا وأفريقيا عبر الدوران حول القارة السمراء في مسار يربط بين المحيطين الهندي والأطلسي.
على مدى عقود ارتبط اسم قناة "السويس" والطريق البحري عبرها، ولأكثر من مرة، برأس "الرجاء الصالح" والطريق الذي سمي باسمه، رغم أن هذين المسارين يختلفان بالوجهة والتكلفة، إلا أنهما دائما ما يجتمعان في "معادلة متضادة"، تحكمها الأزمات.
من الناحية العسكرية الصرفة لا اعتقد أن بإمكان القوات الحوثية بتسليحها المتوفر حاليا منع السفن التجارية عبر طريق رأس الرجاء الصالح...ناهيك عن الوصول إلى مضيق جبل طارق الذي يبعد آلاف الكيلومترات عن مواقع صواريخ الحوثيين وطائراتهم المسيرة.
سياسيا كما هو معروف إن الحوثيين لا يتحركون الا بأوامر ايرانية ومعاركهم "منضبطة" إلى حد كبير ، وفقا لقواعد اللعبة والصراع بين الغرب وخاصة أمريكا مع إيران (الحرب بالوكالة) وعلى أراضي العرب.
وخلاصة القول المضايق الدولية الرئيسية هي مصلحة حيوية لكل دول العالم وليس فقط للدول المطلة عليها.
وتدرك إيران والحوثيون أن ما يفعلوه هو لعب خطير بالنار التي قد تحرقهم في عقر دارهم.
هل اعجبك الموضوع :
التنقل السريع