واقعة فتح طريق عدن - صنعاء عبر منفذ مريس دمت وما شهدتها من تفاصيل ومراحل، جاءت لتنسج خيوط مرحلة جديدة من الممارسات العدوانية التي تنتهجها المليشيات الحوثية والتي تصر من خلالها على أن تقوِّض أي فرصة لتحقيق الاستقرار.
هذا الطريق على وجه التحديد كانت المليشيات الحوثية قد أغلقته منذ سنوات كعادتها في العمل على تصدير الأزمات للجنوب.
إلا أن المليشيات أعلنت مؤخرًا، فتح الطريق في خطوة لم يكن من الممكن الثقة بها نظرًا لعدم جدية المليشيات وتاريخها الطويل في نقض العهود والتلاعب وتوظيف الشأن الإنساني في دعايتها الإعلامية العسكرية.
الخطوة العسكرية الحوثية كان رد الجنوب عليها واضحًا، وذلك من خلال التنسيق في عدد من المسائل، وعلى رأسها ما يتعلق بتأمين حركة السير وتحديد نقاط التفتيش.
غير أن المليشيات برهنت سريعًا على عدم التزامها بأي عهود أو وعود، حيث نشرت مجاميع مسلحة حشدتها المليشيات ضمت قوة من العناصر المدججة بالأسلحة، اتجهت نحو تمركز القوات المسلحة الجنوبية في منطقة التماس.
لم يقتصر الأمر على مجرد نشر المجاميع المسلحة، لكنّه تضمن أيضًا فتح النيران بكثافة ضد مواقع القوات المسلحة الجنوبية بشكل كثيف وبالأسلحة الخفيفة والمتوسطة وبمدفعية الهاون وتم الرد عليها بالمثل.
وجاءت هذه الواقعة لتجدِّد التأكيد مرة أخرى على أن المليشيات الحوثية تسعى لبسط سيطرتها العسكرية على الجنوب في مسعى خبيث ومشبوه للنيل من أمن الوطن واستقراره.