القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا على تلغرام: فجر عدن للاعلام

عندما تتحول “الشرعية” إلى ذراع للحوثي.. العليمي يدعو لضرب الجنوب بدل تحرير صنعاء

بقلم/ معاذ فيزان 

في سابقة خطيرة تكشف عمق الإفلاس السياسي والعسكري، يخرج رشاد العليمي بدعوات صريحة لتوجيه القوة العسكرية ضد الجنوب والقوات المسلحة الجنوبية، بدلًا من إعلان الحسم العسكري ضد الحوثيين الذين يحتلون صنعاء ويقوضون ما تبقى من الدولة منذ سنوات. هذا الخطاب لا يمكن قراءته إلا كـ خدمة مجانية للحوثي وطعنة في ظهر القضية الوطنية.

أي “شرعية” هذه التي تعجز عن استعادة شبر واحد في الشمال، لكنها تستأسد عندما يتعلق الأمر بالجنوب؟ وأي منطق سياسي يسمح بتحويل البنادق من صدور المليشيات الانقلابية إلى صدور من حرروا أرضهم، وحموا مدنهم، وقدموا آلاف الشهداء دفاعًا عن الأمن والاستقرار؟
إن القوات المسلحة الجنوبية لم تُبنَ في الفنادق ولا صُنعت بقرارات فوقية، بل تشكلت من دماء الشهداء وإرادة شعبية صلبة، ونجحت في دحر الإرهاب وتأمين الجنوب حين كان قادة “الشرعية” يتقاسمون المناصب ويتبادلون البيانات. واستهداف هذه القوات هو استهداف مباشر لأمن الجنوب ولإرادة شعبه.

إن أخطر ما في دعوات العليمي أنها تعيد إنتاج خطاب حرب 1994 بثوب جديد، وتؤكد أن بعض أطراف “الشرعية” لم يتعلموا من التاريخ شيئًا، ولا يزالون يرون في الجنوب غنيمة سياسية يجب إخضاعها، لا شريكًا حقيقيًا في معركة مصيرية.
بدلًا من طلب تدخل عسكري لضرب الجنوب، كان الأولى بالعليمي أن يعلن بوضوح: أين معركة صنعاء؟
أين قرار الحسم ضد الحوثي؟
ولماذا ظل الشمال ساحة مفتوحة للانقلاب، بينما يُراد للجنوب أن يدفع ثمن الفشل المتراكم؟

إن الجنوب لن يقبل أن يكون كبش فداء لعجز الآخرين، ولن يسمح بتصفية حسابات سياسية على حساب أمنه وكرامة شعبه. والمجلس الانتقالي الجنوبي، بما يحمله من تفويض شعبي، سيظل معبرًا عن مشروع سياسي واضح، لا يمكن تجاوزه ولا شطبه بالقوة.

ختامًا، نقولها بوضوح لا لبس فيه: من يوجّه سلاحه نحو الجنوب، إنما يفتح الطريق للحوثي، ويكشف موقعه الحقيقي في معادلة الصراع.
فالجنوب اليوم ليس الحلقة الأضعف… بل هو الحقيقة التي يحاول الفاشلون الهروب منها.
أنت الان في اول موضوع
هل اعجبك الموضوع :
التنقل السريع