أحدث هذه التنبيهات صدرت عن البنك الدولي الذي حذر من استمرار تدهور الجانب الإنساني للمواطنين جراء الصراع الدائر في منذ أكثر من ثماني سنوات.
وقال البنك في تقريره، إن الجميع يخوض حاليا صراعاً مريراً من أجل البقاء، حيث لجأت الكثير من الأسر إلى تخفيض عدد الوجبات، والحد من تنوع الطعام الذي تستهلكه، في ظل تدهور قطاعي التعليم والصحة.
وأشار التقرير إلى معاناة المدارس من نقص التمويل، وندرة المعلمين، وعدم قدرة العديد من الأسر على تحمل تكاليف إرسال أطفالها إلى المدرس، بالإضافة الى صعوبة الوصول للرعاية الصحية، حيث يتخلى عديد من الأفراد عن الرعاية الطبية إلا في حالات الطوارئ الشديدة؛ بسبب ارتفاع التكاليف ومحدودية توافر الخدمات.
إزاء ذلك، دعا البنك صانعي السياسات والجهات الفاعلة الإنسانية والمجتمع الدولي إلى التدخلات التي تستعيد سبل العيش الأكثر استدامة، وتعالج الأسباب الجذرية للأزمة، وتبني الأساس لمجتمع أكثر استقراراً.
التحذير الصادر عن البنك الدولي، يُضاف إلى سلسلة طويلة من التحذيرات التي صدرت عن المجتمع الدولي عبر مؤسساته المختلفة، والتي دعت لتحسين الأوضاع المعيشية، لإتاحة الفرصة وتهيئة المناخ أمام التسوية السياسية.
وتتقاسم المليشيات الحوثية وشقيقتها الإخوانية، المسؤولية الرئيسية لتردي الأوضاع المعيشية، فيما يدفع الجنوب كلفة كبيرة كونه يتصدى للإرهاب، وفي الوقت نفسه يخوض الجنوب حربا على جبهة أخرى يتصدى فيها لحرب الخدمات.
تزامن الحربين على الجنوب، قاد إلى تضاعف الكلفة التي يتكبدها المواطنون جرّاء هذا الاستهداف الغاشم وغير المسبوق، والأخطر من ذلك أن قوى الاحتلال تضاعف من وتيرة حرب الخدمات كلما حقق الجنوب مزيدا من المكاسب في الحرب على الإرهاب.
تقويض نفوذ كلا المليشيات والتصدي الحازم للإرهاب بشقيه الحوثي والإخوان، يمثل الخطوة الأولى على صعيد تحقيق الاستقرار قريبا، لكون هذا الأمر يتيح مناخا مناسبا للعملية السياسية.