في هذه المقالة سنتناول بعجالة الأهمية البالغة التي يكتسبها إنشاء ووجود هذه الخدمة لعدن وللجنوب عامة...وماوراء الاعتراضات الشمالية لهذه الخطوة.
أصبحت الاتصالات والمعلومات عنصرين متلازمين ومتكاملين في الحروب الحديثة، وزادت أهميتهما في الحروب التي دارت في أواخر القرن الماضي، بعد إضافة الحاسبات والأجهزة الكمبيوترية وثورة الاتصالات.
وليس ببعيد عنا تجرية حرب تغيير النظام العراقي في مارس 2003م إلى الحد الذي أصبح فيه رصد الهدف وتقويم المعلومات المستخلصة من هذا الهدف من موقع رصد الهدف عبر آلاف الكيلومترات من مسرح العمليات فى آسيا على سبيل المثال إلى غرف العمليات بالولايات المتحدة الأمريكية - والتوجيه بمهمة التعامل معه، سواء بالطائرات أو بالصواريخ الموجهة لاتستغرق أكثر من دقائق وربما ثواني معدودة.
وفي تجربة حرب 2015م المستمرة حتى اليوم في اليمن سواء كان لجهة التحالف العربي أو لجهة الحوثيين تم استخدام الاتصالات بعناية لرصد وضرب الأهداف بدقة عالية إلى حد كبير.
لقد كان مستغربا منذ بداية الحرب بقاء مراكز الاتصالات اليمنية في صنعاء تحت سيطرة الحوثيين... وهو ما مكنهم من اغتيال العديد من القيادات الجنوبية البارزة والمهمة وضرب العديد من المصالح الحيوية الجنوبية كمطار عدن الدولي ومينائي الضبة والنشيمة، بيسر وسهولة.
لكن الأغرب من كل ذلك معارضة قيادة الشرعية الشماليين وبعض الجنوبيين منهم (بن دغر وحيدان) وتعطيلهم لكل الاقتراحات والمشاريع الخاصة بفك الإرتباط بصنعاء والتحرر من سيطرة الحوثيين على هذا القطاع الحيوي ذات الأهمية الإستراتيجية البالغة الخطورة...مما ظل يخدم الحوثيين في حربهم ضد الجنوب خاصة وضد التحالف وضد معارضي الحوثيين في الشمال -إن وجدوا-.
الهستيريا المبالغ فيها التي ظهرت في مواقف قيادات شماليي الشرعية ( البركاني ثم مجلي) ضد قيام شركة اتصالات مستقلة ماليا وتقنيا بالجنوب بعيد عن سيطرة وفائدة صنعاء، بشراكة اماراتية، تفضح زيف أدعياء الحرص وعدم التفريط بالسيادة التي قابلها قبول تام قبل اشهر لاستحواذ الحوثي على شركة MTN بشراكة عمانية ناهيك عن السكوت عن مسائل سيادية اهم واخطر وانتهاكات للأعراض في الشمال...كل ذلك يبين هشاشة الحجة وسوء المقصد في الاعتراض على أي شي فيه مصلحة لعدن وللجنوب ولو كان نسمة هواء أو قطرة مطر.
وهذا يعبر بجلاء عن انحياز واضح لشماليي الشرعية مع حكام صنعاء...أيا كانوا.
الأمر يستلزم من الانتقالي وكل جنوبي الحرص على السير قدما في تحقيق خطوات إنقاذ شعبنا من حروب القتل بالسلاح والقتل عن طريق الخدمات.