القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا على تلغرام: فجر عدن للاعلام

إحاطة المبعوث الأممي.. ركاكة سياسية وتجاهل جديد لما يتعرض له الجنوب


جولة جديدة من العمل الدبلوماسي الأممي، تمثّل نسخة مكررة لما تم تداوله على مدار الفترات الماضية، من خلال الإحاطات التي يُقدمها المبعوثون الأمميون التي تقوم على "ركاكة سياسية" مع استمرار النظر للأمور بعين غير دقيقة.
مجلس الأمن الدولي استمع أمس إلى إحاطتين من مسؤولين أممين حول الأزمة التي أحدثتها المليشيات الحوثية بحربها العبثية، تطرق المسؤولان إلى بعض التطورات الإيجابية على الأرض، وشددا على ضرورة فعل المزيد للتوصل إلى حل شامل للصراع، وتلبية احتياجات 17 مليون شخص بحاجة ماسة للمساعدة والحماية.
هانس غروندبورغ المبعوث الخاص للأمم المتحدة في اليمن أشار إلى الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة قبيل شهر رمضان المبارك العام الماضي، وقال إن اليمن ما زال يستفيد من إنجازات الهدنة، ولكنه قال إن السكان يأملون في تحقيق ما هو أكثر من ذلك وهو إيجاد السبيل للتحرك قدما نحو التوصل إلى حل شامل للصراع.
تطرق المبعوث الأممي تطرق إلى الوضع العسكري الذي اعتبره مستقرا نسبيا منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ، لكنه أعرب عن القلق بشأن تصاعد وتيرة وحدة الاشتباكات على عدة جبهات وخاصة مأرب وتعز.
هذا التوصيف غير الدقيق من قِبل المبعوث الأممي يُنظر إليه بأنه أحد الأسباب الرئيسية في تمكين المليشيات الحوثية من إطالة أمد الحرب.
فتصريحات المبعوث الأممي مثّلت استمرارا في تجاهل الأوضاع في الجنوب العربي، الذي يعيش حالة من الاستهداف والعدوان المتواصل من قِبل قوى صنعاء الإرهابية بما في ذلك المليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
الجنوب يتعرض لعمليات عدائية تشنها قوى صنعاء الإرهابية، إلا أنّ المجتمع الدولي يتبع سياسة غمض العين عما يحدث على الأرض، وعلى الرغم من أن العمليات العدائية تتكرر بشكل يومي ضد الجنوب، لكنّ المبعوث الأممي يرى أن هناك حالة من الهدوء في الجبهات، ويعتبر أن الهدنة تُحقّق المطلوب منها.
في لهجة دبلوماسية أيضا غير عادلة أبدا، دعا المبعوث الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس خلال هذه الفترة الحرجة، بما يشمل تجنب الخطاب التصعيدي للحيلولة دون زعزعة استقرار الوضع، متجاهلا أن توجيه هذه الدعوة يجب أن تُحدِّد بشكل خاص الطرف المعادي الذي يشن عمليات إرهابية بشكل دائم.
التعامل الذي تنقصه الحكمة أو المنطق من قِبل المجتمع الدولي يحمل إضرارا خطيرا بمستقبل الأوضاع، لا سيما أن التجاهل الأممي لما يتعرض لها الجنوب يمثل إشارة خضراء تُعطى للمليشيات الحوثية الإرهابية لتتوسع في جرائمها الغادرة.
هل اعجبك الموضوع :
التنقل السريع