القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا على تلغرام: فجر عدن للاعلام

صحف عربية: ماذا بعد عودة مؤسسات الدولة إلى عدن؟


يستمر وصول المسؤولين اليمنيين إلى مدينة عدن، استعداداً لانعقاد البرلمان في العاصمة المؤقتة، حيث سيؤدي رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمين الدستورية، فيما تواصل ميليشيا الحوثي الانقلابية خرق الهدنة الأممية والحشد في كل الجبهات.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الإثنين، يشكل الوصول إلى تسوية سياسية لإنهاء النزاع اليمني، إحدى أولويات المجلس القيادي الرئاسي في اليمن، لكنه لا يلغي أن المجلس يستعد للخيار الثاني واستئناف الحرب، إذا استمر التعنت الحوثي.

عودة الدولة إلى عدن
نقل موقع "إندبندنت عربية"، أن رئيس الوزراء اليمني، معين عبد الملك سعيد، وجميع أعضاء الحكومة، وصلوا إلى مدينة عدن عقب ساعات من وصول رئيس مجلس النواب وأعضاء البرلمان والشورى، تمهيداً لأداء اليمين الدستورية لرئيس مجلس القيادة الرئاسي وأعضاء المجلس السبعة أمامه، في خطوة عدها مراقبون نقلة فعلية لتعزيز مهام السلطة اليمنية الجديدة لأداء مهامها من على الأرض.

وفيما يحدد الكيان السياسي الجديد في اليمن أولوياته بدعم سعودي وخليجي كبير، شدد رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي، على التزامه وأعضاء المجلس بمبدأ المسؤولية الجماعية وسعيهم لتحقيق أعلى درجة من التوافق والانسجام، بما يتناسب مع دقة المرحلة الراهنة وبالاعتماد على الإجماع المحلي للقوى والمكونات السياسية والمجتمعية في إطار وحدة الصف الوطني لاستكمال استعادة الدولة وتخفيف معاناة اليمنيين.

وحسب مراقبين فإن العودة الجماعية إلى عدن ستنقل الشرعية اليمنية من التباين والشتات إلى لملمة الصف الذي يتباين قادته في المطلقات السياسية، ولكنهم يلتقون في مناهضة المشروع الحوثي المدعوم من إيران، كما أن سير عمل المجلس والحكومة من على الأرض اليمنية سيعزز كثيراً من فرص إنهاء الحرب سواء بالسلم أو الحرب، حسب رئيس المجلس رشاد محمد العليمي.

حرص على السلام
من جهتها أكدت صحيفة الشرق الأوسط، أن المجلس الجديد متوافق على تغليب المصلحة العليا للبلاد. ونقلت عن مصادرها "الجميع يدرك خطورة المرحلة وأهمية التسامي عن الخلافات، والرئيس السابق هادي حملهم أمانة الحفاظ على اليمن في لقائه الأخير بهم".

وأشار مصدر للصحيفة "الشرق الأوسط" إلى أن الجميع لا يزال يأمل في السلام ويدعمه، رغم الخروقات والحشود الحوثية المستمرة منذ إعلان الهدنة، وأوضحت مصادر الصحيفة أن "أمام جماعة الحوثي فرصة نادرة لاقتناص السلام وإنهاء الحرب، هناك إجماع دولي على وقف الحرب والتوصل لعملية سياسية شاملة، والمجلس الرئاسي مد يده للسلام، نعتقد أن الكرة في ملعب الحوثيين" ليقرروا المضي في طريق السلام أو الحرب.

وفي هذا الإطار يؤكد الكاتب والسياسي اليمني لطفي نعمان أنه لا "سلام بغير قوة تحميه، ولا جدوى لقوة وقوى لا ترجح السلام، كلاهما يقوي الآخر"، وأضاف "استخدام الخيار العسكري وإن ثبت فشله في الحل حسب بيان المشاورات اليمنية، وسيلة تعزز خيارات استئناف التفاوض حول السلام الذي نفضل الذهاب إليه طوعاً حرصاً وإدراكاً من الذاهبين إليه أنه ضمان للبقاء على قيد الحياة السياسية".

هروب إلى الأمام
ومن جانبها، قالت صحيفة "العرب"، إن الوصول إلى تسوية سياسية يشكل إحدى أولويات المجلس القيادي الرئاسي في اليمن، لكن ذلك لا يعني أنه غير مستعد لاستئناف الحرب، إذا استمر الموقف الحوثي على حاله.

وفي السياق قالت فاطمة أبوالأسرار من معهد الشرق الأوسط في واشنطن: "الحوثيون لا يرون أنفسهم في صراع مع اليمنيين. الحوثيون يرون أنفسهم في صراع مع السعودية" لذلك يصعب أن يقبلوا بحوار مع اليمنيين أنفسهم.

ويرى محللون أنه في حال تمسك الحوثيون بسياسة الهروب إلى الأمام ورفض التعاطي بإيجابية مع الجهود الجارية لتحقيق السلام، فإنهم سيكونون في مواجهة صعبة مع المجلس الجديد.

ويوضح المحللون أن الحوثيين استغلوا في السابق الانقسام في صفوف المعسكر المناهض لمشروعهم في اليمن، ولكن هذا الوضع تغير الآن بتشكيل المجلس الرئاسي.

وقال المحلّل في مجموعة الأزمات الدولية بيتر سالزبري إنه إذا لم يحقق الضغط من أجل السلام نتيجة، يمكن للقوات المتحالفة الجديدة المناوئة للحوثيين أن تواصل "حملة منسقة متعددة الجبهات" ضد المتمردين، شرط أن تتماسك قوات المجلس المتنوعة.

التفاوض أو مواجهة المجتمع الدولي
ونقل موقع "ميدل إيست اونلاين" من جهته عن محللين أن "تشكيلة قوى المجلس الجديد المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية، من شأنها بناء عملية عسكرية متكاملة وذات جبهات متعددة لمواجهة الحوثيين، ودفعهم في النهاية الى طاولة المفاوضات".

وبحسب الموقع لم يتضح كم من الوقت سينتظر المجلس الجديد الحوثيين للجلوس إلى طاولة المفاوضات، لكن نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عبدالله العليمي أكد أن قادة اليمن الجدد "مستعدون للحرب" إذا فشلت جهود السلام مع المتمردين الحوثيين، رغم أن الأولوية تبقى إنهاء النزاع.

ورفض الحوثيون المشاركة في مشاورات الرياض التي اعتبروها "أرضا للعدو"، لكن نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عبدالله العليمي، قال "إذا كان هناك جدية لدى الحوثيين للحوار، لن نختلف على مكان عقد المفاوضات".

وكان الحوثيون اعتبروا قرار إنشاء المجلس الجديد "محاولة يائسة نحو مزيد من التصعيد"، لكن القوى اليمنية المجتمعة في الرياض دعت في البيان الختامي لمشاوراتها مجلس القيادة الرئاسي للتفاوض مع الحوثيين "تحت إشراف الأمم المتحدة من أجل التوصل لحل سياسي نهائي وشامل"، ما يعني إذا فشلت الجهود الأخيرة نقل المواجهة في اليمن، من مواجهة بين الحوثيين واليمنيين مدعومين بالتحالف العربي، إلى مواجهة بين الحوثيين والمجتمع الدولي بأسره.
هل اعجبك الموضوع :
التنقل السريع