رغم تشكيل حكومة لاتفاق الرياض، بدأت من ساعتها الأولى معركة كبرى مع الذراع الإيرانية، فإن أذرع الإخوان العسكرية والأمنية المسيطرة على محافظة شبوة لم تغير برنامجها الثابت في ملاحقة نشطاء المحافظة المعارضين لها، بل زادت من حدة القمع ضدهم.
ومقابل الاضطراب والانفلات الأمني الذي تمر به المحافظة على مرأى ومسمع “قوات الإخوان” فإن هذه القوات لا تتدخل سوى في ملاحقة النشطاء السياسيين الموالين للمجلس الانتقالي بالقتل والاختطافات والاعتقالات التعسفية.
أمس السبت، وفي العاصمة عتق، قُتل الشيخ عوض علي القطني، شيخ مشايخ القطنة على يد هيثم قحيح الدياني وسط المدينة، وفر الجاني بسهولة، وبحسب مواطنين في وادي خورة فقد وقعت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة بعد مقتل الشيخ عوض القطني بين القبيلتين.
قبلها بيومين شهدت منطقة الشبيكة بمديرية عتق عاصمة المحافظة مواجهات قبلية عنيفة بين قبيلة خليفة عائلة الكمح وعائلة آل مقلم على خلفية ثار قبلي.
ومقابل اختفاء تام لقوات أمن السلطة الإخوانية أمام القضايا العامة، فإنها حضرت في ثلاث قضايا كلها اختطافات لمواطنين يعارضونها سياسيا ويوالون المجلس الانتقالي الشريك في حكومة اتفاق الرياض، فلا تزال الحرب مع الانتقالي لدى سلطة القيادي الإخواني المعين محافظا للمحافظة “محمد بن عديو” هي المهمة، وليس ضبط الأمن وخدمة المواطنين.
وفيما أفرجت سلطات الأمن الموالية للإخوان عن ناشط جنوبي اعتقل لشهر كامل رغم كل أوامر النيابة الإفراج عنه أو إحالته للقضاء، فقد اعتقلت آخرين، ووصل الأمر إلى انتهاك حرمات المنازل ومداهمتها ليلاً، حيث داهمت قوة تابعة لسلطات الإخوان منزل ناصر قردع الهلالي واختطفت ابنه أحمد، فجر الجمعة.
المواطنون في المحافظة ينتظرون “قطار” اتفاق الرياض الذي ينص على عودة قوات النخبة الشبوانية إلى مواقعها السابقة لإنقاذ المحافظة من قبضة الإخوان الذين قدموا نموذجا سيئا ومروعا في ذاكرة كل مواطن شبواني.