كتب/ معاذ فيزان
في خضم المشهد المتشابك الذي تعيشه محافظات الجنوب، تتعالى الأصوات المطالبة بوضع حد لمحاولات زرع الفتنة ودسّ السم في العسل، عبر تصوير المشهد في حضرموت بغير حقيقته. فحضرموت كانت ولا تزال جنوبية الهواء والهوية، راسخةً بثوابتها الوطنية ومواقف أبنائها، وعصيّة على أي محاولات للالتفاف على إرادتها أو مصادرة حقوقها.
إن الإصرار على الإبقاء على منافذ المحافظة وموانئها ومنابع نفطها خارج إدارة أبنائها ليس سوى مهزلة سياسية تعبث بالإرادة الشعبية، وتتجاهل تضحيات القوات المسلحة الجنوبية التي تحركت إلى وادي حضرموت دفاعًا عن الأرض والحق، لا لإعادة إنتاج نفس المعادلات القديمة بأسماء جديدة.
فالقضية ليست في شكل القوات ولا في مسمياتها، بل في حقيقة ولائها وقرارها. إذ لا يمكن القبول بقوات "جنوبية الاسم… يمنية الفعل"، تدار من خارج حضرموت وتناقض تطلعات أهلها. وإذا كان الأمر بهذه البساطة، فلم يكن ثمة حاجة لكل تلك التضحيات التي قدمتها القوات الجنوبية في مسيرة تحرير وتأمين الوادي.
اليوم، تقف حضرموت أمام منعطف مفصلي يحتاج إلى قرار شجاع من القيادة السياسية والعسكرية الجنوبية. قرار يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، ويضع إدارة الموانئ والمنافذ وحماية الثروات النفطية بيد أبناء المحافظة، ويُمكِّن من تفعيل استئناف تصدير النفط عبر حضرموت إلى عدن وتشغيل مصافي عدن وضخ المشتقات للسوق المحلية، بما ينعكس على حياة المواطنين واستقرار الاقتصاد الجنوبي.
يا سيادة الرئيس القائد، إن الشعب ينظر إليكم بثقة كاملة، ويترقب منكم خطوة تُعيد الهيبة، وتحصّن الجنوب، وتحقق إرادة الملايين الذين آمنوا بمشروع الاستقلال واستعادة الدولة. فاللحظة اليوم أكبر من التفاصيل، والتاريخ لا ينتظر المترددين.
إن الجنوب اليوم بحاجة إلى قرار حاسم، شجاع، ووطني… يعيد صياغة المعادلة، ويضع حضرموت في مكانها الطبيعي: قيادةً وشراكةً وسيادةً على أرضها وثرواتها.