كتب/ معاذ فيزان
في ظلّ الظروف الراهنة التي تمرّ بها المحافظات الجنوبية، وعلى وجه الخصوص العاصمة عدن، تتزايد الدعوات إلى التمسك بالحكمة وضبط النفس وتغليب مصلحة الوطن على الصراعات الجانبية، حفاظاً على دماء الجنوبيين ومستقبلهم، وسط محاولات متكرّرة لجرّ المدينة إلى مربع العنف والانفلات الأمني.
مصادر مطلعة أكدت أن ما تشهده الساحة الجنوبية من توتّرات ليست سوى مكائد ودسائس تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في العاصمة عدن، من خلال إثارة الفوضى وتحريك حملات إعلامية مضللة تستخدم حسابات وهمية بأسماء مستعارة لبثّ الشائعات وتأليب الرأي العام. وتأتي هذه التحركات، بحسب مراقبين، في إطار محاولات فاشلة للنيل من المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أثبت وجوده على الأرض وحمل قضية شعبه من الميدان إلى أروقة مجلس الأمن والأمم المتحدة ودول القرار الدولي.
ورغم العواصف السياسية والضغوط الاقتصادية، فإن ثقة الشارع الجنوبي بقيادته تظلّ كبيرة، إذ يؤمن كثيرون بأن القيادة المتمثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي قادرة على قيادة السفينة إلى برّ الأمان، مهما اشتدت الأمواج وتعاقبت التحديات. فالجنوب اليوم يواجه مرحلة مفصلية تتطلب وحدة الصف وتغليب لغة العقل على لغة السلاح، لإفشال المخططات التي تسعى لتمزيق النسيج الاجتماعي الجنوبي.
ويؤكد محللون أن الجنوب يمتلك من الكوادر والإرادة ما يمكّنه من تجاوز الأزمات وبناء مؤسسات الدولة من الصفر، وهو ما بدأ يتحقق تدريجياً بفضل الجهود الأمنية والعسكرية التي تبذلها القوات الجنوبية في حفظ الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب.
ختاماً، لا شك أن الطريق طويل وأن التحديات جسيمة، غير أن الإيمان بعدالة القضية الجنوبية، والتمسك بالثوابت الوطنية، يشكلان الركيزة الأساسية للوصول إلى الهدف المنشود. فكما اقول : قد يتأخر النصر، لكن لا في الأخيرة لا يصح إلا الصحيح، ولابد أن تشرق شمس الجنوب من جديد، فذلك عهد الرجال للرجال.