جاء ذلك في حرب مسعورة شنتها تلك القوى المعادية وُصفت بأنها حرب إخضاع وتدمير ممنهج استهدفت الإنسان والأرض والهوية.
تلك الحرب الظالمة بدأت معها فصول مؤلمة من النهب، ومصادرة الممتلكات، وإقصاء الكوادر الجنوبية من مؤسسات الدولة.
لم تكن الحرب فقط على الجبهات، بل امتدت إلى قصف الأحياء السكنية وارتكاب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين، ما أسفر عن سقوط آلاف الضحايا، وتدمير البنية التحتية بشكل شبه كامل.
ما حدث في 7 يوليو لم يكن مجرد صراع سياسي، بل عملية ممنهجة لابتلاع الجنوب وفرض هيمنة غاشمة على أراضيه، حيث تخلل الحرب ممارسة أبشع صنوف الإقصاء والتمييز والنهب.
يُحيي الجنوبيون هذه الذكرى الأليمة بمسيرات ومواقف تجدد العهد لدماء الشهداء، وتُعيد التأكيد على مطلبهم الثابت باستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة تحت شعار "لن ننسى ولن نسامح"، بما يؤكد أن ثمن تلك التضحيات لن يكون أقل من دولة مستقلة وهوية مصانة.
في الوقت نفسه، فإن ذكرى 7 يوليو ليست مجرّد استذكار للمآسي، بل وقفة تاريخية تعيد رسم معالم الطريق نحو التحرير الوطني والسيادة الكاملة.
فبقدر الألم تتجذّر الإرادة الشعبية الجنوبية لصياغة مستقبل مختلف، عنوانه الكرامة والسيادة والاستقلال، كحق لا يسقط بالتقادم.