إدارة ترامب الثانية سوف تلعب دوراً حاسماً في تحديد مستقبل "الجمهورية اليمنية الافتراضية"في ضوء تقييم مراجعة شاملة لفترة تقارب عشر سنوات حرب.
القرارات التي ستتخذ في الأشهر المقبلة لن تؤثر على مسار اليمن فحسب، بل ستمتد إلى مختلف أنحاء الشرق الأوسط الأوسع.
كانت السياسة الأميركية تجاه الملف اليمني في معظمها رد فعل.
لابد أن تعتمد هذه السياسة الآن على استراتيجية أكثر جرأة ورؤية على فن الدبلوماسية، وأن تتعامل مع الأسباب الجذرية وليس المظاهر للاضطرابات المستمرة في اليمن، فضلاً عن التنافسات الإقليمية والحروب بالوكالة.
أس الصراع في اليمن يعود إلى وحدة وحرب 1994.
من المتوقع أن تولي إدارة ترامب مكافحة الإرهاب أهمية قصوى...خاصة بعد احتضان إيران لتنظيم القاعدة وظهور ما يؤكد التنسيق الفعلي بين مليشيات الحوثي وتنظيمي داعش والقاعدة.
ويدرك الرئيس ترامب ومعاونوه أنهم لا يمكن أن يحققون نجاحات قوية في هذا الملف دون وجود شريك جاد وصادق وفعال على الأرض...هذا الشريك هو القوات المسلحة الجنوبية التي يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة اللواء عيدروس الزبيدي.
للجنوب مصلحة حيوية في تطهير أراضيه ليس فقط من الحوثيين، فحسب، بل وكذلك من كل الجماعات الارهابية وخاصة تنظيم القاعدة.
وهذا المصلحة تتوافق ايضا مع مصلحة الولايات المتحدة التي تواجه مصالحها وأمنها تهديدات جدية من قبل مليشيات الحوثي وتنظيمي داعش والقاعدة.
لذلك يؤكد صناع القرار الأمريكي دائما على أهمية الدعم الأمريكي والشراكة الحقيقية مع الجانب الجنوبي بقيادة المجلس الإنتقالي الجنوبي وخاصة في ملف مكافحة الإرهاب.
اما على الصعيد السياسي فعلى الرغم أن الولايات المتحدة تتحاشى الحديث عن الجنوب وعن عودة دولة الجنوب لأسباب عديدة منها ماهو تاريخي ومنها ما هو نفسي...إلا أن إدارة ترامب لا يمكن لها أن تدير ظهرها للواقع على الأرض إن لم يتعارض مع مصالحها الحيوية.
تنتظر المجلس الانتقالي الجنوبي تحديات جمة ومهام جسيمة لتعزيز الحضور الجنوبي داخليا وخارجيا.
*باحث ومحلل سياسي وعسكري