يبدو المشهد السياسي والعسكري في وحول "اليمن" وكأنه في حالة من الجمود العام القائم منذ التوقيع على اتفاق استوكولهم 2018م مع استمرار الحرب على مناطق الحدود بين اليمن الحوثي والجنوب المحرر.
لكن ما يمكن قراءته بتجلي هو التغييرات التي حصلت في مواقف وسلوكيات الأطراف الرئيسية الفاعلة في الحرب.
يمنيا: يزداد اقتراب مواقف العديد من الأحزاب اليمنية وعلى رأسها حزب الإصلاح...يزداد التصاقا بمواقف مليشيات الحوثي الإرهابية وخاصة ما يتعلق بالموقف من الجنوب وقضيته الأساسية (استعادة الدولة) وكذلك موقف هذه القوى وعلى رأسها الحوثيين والاخونج من التحالف وخاصة المملكة والإمارات.
جنوبيا:
ما يزال الجنوبيون يتمسكون ببوصلة هدف استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة والاستقلال وعاصمتها عدن، بنظام فيدرالي مختلف عن نظام ما قبل وحدة 22 مايو 1990م وكذلك نظام ما قبل 30 نوفمبر 1967م.
ويزداد إصرار وتوحد الجنوبيين تحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، على تحقيق هذا الهدف، رغم شدة العراقيل والصعوبات والتعقيدات والمطبات التي يضعها نظام صنعاء بكل قواه العسقبلية والثيوقراطية، وبعض دول الإقليم والعالم التي "تفيدت" أرض وثروات الجنوب وسيادته منذ 1994/7/7م.
التحالف العربي:
يركز وخاصة المملكة جهوده الرئيسية باتجاه الحل السياسي...لكن هذه الجهود تصطدم بتركة ثقيلة وتجربة مريرة مع حكام الجار الشمالي، ناهيك عن معارضة بل وحرب خفية من جانب دول كبرى...لذلك تستعد دول التحالف في نفس الوقت للتعامل مع كافة الاحتمالات والسناريوهات.
فيتحدث مجددا عن "استعادة الدولة...لكن يبقى السؤال المحرج له: أي دولة وعلى أي أرض؟ اليمن الحوثي، التي ثلثا سكانها تحت سلطة الحوثيين منذ أكثر من تسع سنوات؟ أم اليمن الافتراضي الذي لا يوجد إلا في الخارج؟ أم الجنوب الذي يرفض أي شكل من أشكال "الوحدة اليمنية".
وببدو لي صراحة أن هذا الجناح الشمالي لم ولن يعمل أو يقاتل للعودة إلى صنعاء ،بل من أجل إعادة الجنوب لحاكم صنعاء أيا كان.
وبين استعادة الدولة الجنوبية واستعادة السيطرة الشمالية على الجنوب ،كخطين لا يلتقيان، دارت وستدور الحروب والمعارك وتزداد معاناة عامة الشعبين حتى يجعل الله لهما مخرجا.
*باحث ومحلل سياسي وعسكري