هذا الموقف الجنوبي الذي يتحلى به المجلس الانتقالي، يأتي ضد الإرهاب في أي مكان، سواء في الجنوب أو خارج أراضيه، بما يؤكد أن الجنوب يتعاطى مع هذا الخطر من منطلق إنساني بحت.
وأظهر المجلس الانتقالي هذه السياسة الرصينة، في موقفه الواضح والصريح الذين أدان بشكل مباشر، وبأشد العبارات المجزرة البشعة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية، في مديرية رداع بمحافظة البيضاء، وأودت بحياة مواطنين عزل أغلبهم أطفال وشيوخ.
وقال المجلس الانتقالي، إنَّ هذه الجريمة التي ارتكبتها المليشياتن الحوثية في شهر "رمضان"، شهر الرحمة والمغفرة، إنما تُمّثل الوجه الحقيقي لهذه المليشيات التي تؤمن بثقافة القتل والعنف والإرهاب، وتمردها على كل القوانين والقيم والأعراف والأخلاق الإنسانية.
وأشار المجلس الانتقالي، إلى أن التراخي الدولي ساعد إزاء جرائم هذه المليشيات براً وبحراً، على التمادي في أفعالها المشينة، وهو ما يستدعي اليوم موقفا أكثر قوة وحسماً في ردع هذه الجماعة، لوقف أعمالها الإرهابية، والعودة إلى مسار السلام، ومغادرة حالة الاستهتار بالجهود والمساعي الدولية للوصول إلى سلام دائم.
وختم المجلس الانتقالي بيانه بالقول: "نبتهل إلى المولى تعالى، إن يتقبل شهداء مجزرة رداع بواسع رحمته وغفرانه، وإن ينزلهم منزلة الشهداء، والعزاء لأسرهم وذويهم، مؤكدين على الحاجة لتعزيز روح المقاومة وثقافة الرفض والمواجهة، لدى المجتمعات المحلية في المناطق المحتلة من المليشيات، كوسيلة ناجعة لوقف جرائمها وعبثها بأرواح الأبرياء".
موقف المجلس الانتقالي هو انتهاج إنساني بحت يتخذ موقفًا مناهضًا للإرهاب على كل المستويات سواء كان ذلك في الجنوب أو في اليمن.
يأتي هذا خلافًا لما تتبعه التيارات اليمنية التي سرعان ما تُظهر شماتة واضحة إزاء أي عملية إرهابية يتعرض لها الجنوب، وتسفر عن ارتقاء شهداء، على النحو الذي يُظهر الوجه الإرهابي لهذه التيارات المشبوهة.
وكثيرًا ما دعا المجلس الانتقالي، المجتمع الدولي لاتخاذ موقف جدي ضد الإرهاب الحوثي، لا سيّما أن غض الطرف عن إرهاب المليشيات فتح شهيتها نحو التوسع في العمليات الإرهابية التي تُكبِّد المدنيين كلفة مروعة.