وفيما يُبدي الجنوب انفتاحا على مسارات العملية السياسية في الفترة المقبلة، فإنّ هناك ثوابت لا يمكن المساس بها بأي حال من الأحوال، وفي مقدمتها القوات المسلحة الجنوبية التي تمثّل القوة الأكبر في فرض الأمن وتأمين تطلعات الشعب الجنوبي لاستعادة دولته.
وبالتزامن مع العديد من الأنباء أو بتعبير أدق، التسريبات التي تتحدث عن التوصل إلى حل سياسي، صدرت تصريحات مهمة للغاية عن رئيس اللجنة الأمنية العليا بالمجلس الانتقالي الجنوبي اللواء علي العولقي، أوضحت البوصلة التي ستتبعها القيادة الجنوبية فيما يخص الوضع العسكري مستقبلا.
اللواء العولقي تحدّث عن ضغوط مورست ضد القوات الجنوبية، لدمجها ضمن القوات العسكرية اليمنية، وقال إن محاولة إلحاق القوات الجنوبية بغيرها غير مقبول ولن يحدث.
وأضاف أن إيقاف صرف الرواتب للقوات المسلحة الجنوبية كان من ضمن الضغوط أيضاً التي مورست ضد المجلس الانتقالي للقبول بالهيكلة ودمج القوات الجنوبية.
وأشار كذلك، إلى أن تصعيد الحوثيين ضد الموانئ النفطية الجنوبية تم بإيعاز من القوى الشمالية المختلفة ، مؤكداً أن ما يُعرف بتخاذل "الجيش الوطني" سمح للحوثيين بتوجيه هجماتهم ضد الجنوب.
وأشار إلى عناصر القاعدة تتجول في مأرب والبيضاء والجوف وتنطلق من هذه المحافظات لاستهداف القوات العسكرية في محافظات الجنوب، مشيرا إلى وضع خطط عسكرية وأمنية الآن لمواجهة إجماع شمالي محتمل في المرحلة القادمة ضد الجنوب.
المحافظة على متانة واستقرار القوات المسلحة الجنوبية خطوة بالغة الأهمية في هذه المرحلة على وجه التحديد، وذلك لترسيخ قوة جنوبية قادرة على حماية المكتسبات التي حقّقها الجنوب على مدار الفترة الماضية.
وبذلت القيادة الجنوبية، جهودا ضخمة في إطار العمل على تقوية القوات المسلحة وتدريبها وتحديثها وتطويرها وذلك لتكون قادرة على فرض معادلة الأمن والاستقرار في الجنوب بشكل كامل.
الإنجازات التي حققها الجنوب العربي على الصعيد العسكري، فرضت واقعا مهما حافظ على تطلعات شعب الجنوب، ومن ثم لا مجال للمساس بهذه المكتسبات، ما يعني أن المحافظة على قوام واستقرار القوات الجنوبية أمرٌ بالغ الضرورة.
والمحافظة على قوام القوات المسلحة الجنوبية مرتبطة بأنه لا يمكن الحديث عن دمجها مع قوات أخرى، لا سيما أن النظام اليمني لم يُبدِ يوما أي التزام بالعمل على مكافحة الإرهاب أو الانخراط في معركة فرض الأمن بشكل جدي.
في الوقت نفسه، فإن المحافظة على هذا القوام مع فرض التأهب والاستعداد والجاهزية العسكرية الكاملة طوال الوقت يقوّض أي محاولة من شأنها تهديد الأمن في الجنوب، لا سيما أن قوى صنعاء الإرهابية لها باع طويلة في استهداف الجنوب ومحاولة إشعال الفتنة على أراضيه.
ونظرا لما تحمله هذه القوى الاستعمارية من مخططات لاحتلال الجنوب، فإنها تواصل العمل على محاولة الانقضاض عليه بشتى السبل بما في ذلك عبر تهديدات أمنية مباشرة تستهدف المساس بالأمر الواقع حاليا في الجنوب.