طوت الهدنة الإنسانية في اليمن أسبوعا عصيبا، هو الأول منذ دخولها حيز التنفيذ بداية شهر رمضان، بسبب استمرار خروقات الحوثي.وصعدت مليشيات الحوثي خروقاتها العسكرية للهدنة المدعومة من الأمم المتحدة، وتخطت خلال الأسبوع الأول حاجز 723 خرقا للانقلابيين، وفق حصيلة تتبعتها "العين الإخبارية" من المصادر الرسمية.
وأعلن الجيش اليمني، مساء السبت، تسجيل أكبر حصيلة للخروقات اليومية للحوثيين بمعدل 141 انتهاكا في 7 محافظات، وهو ما يؤشر إلى تصاعد الأعمال العدائية للمليشيات التي تهدد بنسف الهدنة الأممية.
وقصفت مليشيات الحوثي الإرهابية بصاروخ باليستي الأحياء السكنية في مدينة مأرب، ضمن خروقاتها الصارخة التي تستهدف وأد أي تهدئة من شأنها تمهيد الطريق أمام السلام في اليمن، وفقا لذات المصدر.
ودخلت الهدنة الإنسانية بين مليشيات الحوثي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا حيز التنفيذ الساعة (16 بتوقيت غرينتش) السابعة مساء السبت بتوقيت اليمن في 2 من شهر أبريل الجاري.
لم تتوقف خروقات مليشيات الحوثي على مدار الأسبوع الأول، حيث خرقت الهدنة في ساعاتها الأولى فيما واصلت استقدام التعزيزات القتالية إلى محيط مأرب، أهم معقل للحكومة اليمنية شمالي البلاد.
وطبقا لحصيلة رصدتها "العين الإخبارية" من بيانات منفصلة للجيش اليمني، فإن مليشيات الحوثي ارتكبت خلال 7 أيام مضت أكثر من 723 خرقا لهذه الهدنة الهشة التي باتت تترنح تحت هجمات الانقلابيين.
ففي أولى ساعات سريان الهدنة الإنسانية الأممية في اليمن، سجلت القوات المشتركة 40 انتهاكا للمليشيات على جبهتين فقط في جبهات الساحل الغربي للبلاد، فيما رصد الجيش اليمني 44 خرقا حوثيا في مسرح عملياته خلال اليوم الأول (مساء السبت- مساء الأحد).
وفي اليوم الثاني، سجل الجيش اليمني 84 خرقا حوثيا، وهو ارتفاع بمعدل النصف عن اليوم الأول، فيما وصلت خلال اليوم الثالث إلى 130 انتهاك للمليشيات المدعومة إيرانيا، وفقا للحصيلة.
رابع وخامس أيام الهدنة شهدت 216 انتهاكا حوثيا، حيث واصلت مليشيات الحوثي هجماتها البرية والجوية والمدفعية بما فيه هجوم بري عنيف استهدف مواقع الجيش اليمني جنوبي مأرب، طبقا للمصدر ذاته.
وبحسب الجيش اليمني فإن مليشيات الحوثي ارتكبت خلال اليومين الماضين نحو 249 انتهاكا بمحافظات مأرب والجوف وصعدة وحجّة والحديدة وتعز والضالع، حيث سجل أعلى حصيلة مساء السبت بمعدل 141 خرقاً للهدنة.
وتوزعت خروقات اليوم السابع للهدنة الإنسانية بنحو 44 خرقًا للهدنة في جبهات غرب حجة، و43 في جبهات محور تعز، و25 شمال وغرب وجنوب مأرب، و18 في محوري البرح وحيس في الساحل الغربي، و8 خروقات للهدنة في جبهات شرق وشمال الجوف، و3 خروقات للهدنة في جبهة كتاف البقع وجبهة الفاخر بالضالع.
وفي بيان صادر عن الجيش اليمني تلقته "العين الإخبارية"، قال إن مليشيات الحوثي استمرت خلال اليوم السابع في الدفع بتعزيزات بشرية وعتاد إلى أغلب جبهات القتال.
وأشار البيان إلى أن مليشيات الحوثي دفعت بـ29 دورية محمّلة بأفراد وذخائر إلى عدّة مواقع جنوب وغرب مأرب، واستقدمت آليات عليها مدافع رشاشة وثقيلة إلى محيط جبال البلق جنوبي المحافظة النفطية.
وأوضح البيان أن مليشيات الحوثي تستغل التزام التحالف العربي بالهدنة الإنسانية، خاصة غياب الغطاء الجوي فضلا عن التزام الجيش اليمني في استقدام التعزيزات، لتنفذ عدة محاولات للتسلل في مسعى للتقدم على الأرض.
تعزيز الجاهزية القتالية
في هذا الصدد، شدد نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح وزارة الدفاع اليمنية، على أهمية تعزيز الجاهزية القتالية إثر تصاعد خروقات مليشيات الحوثي.
جاء ذلك خلال لقاء صالح في مقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض، قيادة وزارة الدفاع ممثلة بوزير الدفاع الفريق الركن محمد المقدشي، بحسب وكالة "سبأ" الرسمية.
وأكد صالح أهمية تعزيز الجاهزية القتالية والإعداد القتالي والتعبوي والمعنوي لكافة وحدات القوات المسلحة لمواجهة الخروقات الحوثية للهدنة ومنعها من تحقيق أي تقدم ميداني على الأرض .
ودفعت خروقات مليشيات الحوثي للهدنة الإنسانية خصوصا في مأرب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غرندوبرغ إلى دعوة الانقلابيين لضبط النفس والوفاء بتعهداتهم.
وقال غروندبرغ في بيان مقتضب نشره مكتب المبعوث الأممي إنه يتابع "عن كثب آخر التطورات في مأرب"، وحث جميع الأطراف بما فيه مليشيات الحوثي على التحلي بضبط النفس والتزامهم المستمر بالهدنة "كما وعدوا اليمنيين"، حد قوله.
ودخلت الهدنة الإنسانية بين مليشيات الحوثي والحكومة اليمنية أسبوعها الثاني على التوالي، الأحد، حيث تستمر رغم غياب الرقابة إثر التزام القوات اليمنية المعترف بها دوليا على الأرض والتحالف العربي جوا.
وقوبلت الهدنة التي تستمر لمدة شهرين بترحيب يمني ودولي وأممي وإقليمي واسع النطاق، كما ساد تفاؤل لدى الشعب اليمني لتضمنها إجراءات إنسانية تشمل فتح معابر إلى مدينة تعز الخاضعة لحصار مشدد من قبل مليشيات الحوثي.
وتراهن مليشيات الحوثي على كسب الوقت واستغلال الهدنة الأممية، في إعادة ترتيب صفوفها العسكرية واستقدام مزيد الحشود من المقاتلين لخطوط النار وفقا لخبراء.
