بادر طلاب الجامعات مظاهراتهم السلمية احتجاجا على الأوضاع المأساوية ، شرارة ثورة تلوح في الأفق لن يوقفها تسويف ، ولا وعود زائفة وستتمدد يوميا لتشمل جميع الجامعات التي لازالت متحفظة مالم هناك حلول عاجلة ملموسة .
وخرج طلاب الجامعات بعد أن ضاق بهم الحال وتقطعت بهم السبل ولم يجدوا خيارا آخر إلا الخروج السلمي للتعبير عن أحوالهم المزرية .
ثورة جامعية عنوانها السلمية بعيدا عن شعارات سقوط النظام والأجندات الحزبية الضيّقة وأهدافها تحسين الوضع الإقتصادي وإلغاء الجرعات المتوالية للمشتقات النفطية وتوفير الخدمات الأساسية .
نرجو أن لا يتم تسييس تلك المظاهرات وأن لا يتم امتطاءها واستغلالها حتى لا تخرج عن مطالبها الشرعية فتفقد زخمها وتعطّل ثمارها .
على الحكومة أن تبادر بحلول عاجلة وتوقيف قرار رفع المشتقات النفطية والعمل على توفيرها والحد من تدهور العملة والنهوض بمستوى الخدمات ولاسيما خدمة الكهرباء والمياه قبل أن تتحول تلك الشرارة إلى حرائق تلتهم معاشيق وما حولها .
في الأخير أمام الرئاسة خياران لا ثالث لهما إما أن تخرج عن صمتها وتصارح شعبها عن ما يدور خلف الكواليس أو أن تتنحى وفق الأطر القانونية والشرعية وتعطي فرصة لمن هو أجدر منها لانتشال البلاد من هذا الوضع المزري .