تقرير / محمد عقابي:
اكد خطباء ودعاة يمنيين أن ما تقوم به مليشيا الحوثي المدعومة من إيران تجاه المساجد في اليمن يعد شكلاً من أشكال الإرهاب واستهداف لعقيدة الشعب وهويته الدينية، داعين إلى وقفة جادة لمجابهة ما اسموه بالإجرام الذي بدأ في محافظة صعدة ووصل إلى عدة محافظات، موضحين أن معركة اليمنيين مع الحوثي تأتي على شقين الأول هو المعركة العسكرية التي يقوم بها التحالف مع الجيش والمقاومة، والمعركة الثانية معركة فكرية يضطلع بها العلماء والدعاة، مثمنين دور وسائل الإعلام الوطنية النزيهة في التصدي للفكر الحوثي المتطرف ونسف مشروعه الأصولي والتدميري.
وقالوا في احاديث لوسائل إعلام، أنه لم تمر على اليمن مرحلة أُهينت فيها بيوت الله مثلما حدث في عهد الحوثي الذي يدرك أن الشعب اليمني لا يقبل بافكاره ومعتقداته وطقوسه الطائفية والسلالية فلجأ لهدم المساجد والإنتقام من مراكز ودور الذكر والعبادة، مشيرين الى ان إبقاء الفكر الإمامي يفقس ويتناسل ويتكاثر تحت فرية "أهل البيت" هو ما أوصلنا اليوم إلى هذا الوضع المنحط والمنحدر الخطير والتدميري الذي تتبناه إيران والذي أساء لبيوت الله وللدعوة الإسلامية وللعلماء والدعاة، متهمين الأمم المتحدة ومبعوثيها بالتراخي والتساهل في التعامل مع ملفات انتهاكات المساجد والإعتداءات على الأئمة والدعاة موثقة لكن لم يلتفت العالم لمظلومية المساجد وأهل الدين.
وذكر الخطباء والدعاة بان المليشيات ترى بان المساجد هي الحواضن التربوية التي تتخرج من جنباتها أجيالاً لا تؤمن بفكر وعقيدة الحوثي، فلجأوا إلى السلاح وإسكات صوت الحق وأهل الحجة والبرهان لأنهم لا يمتلكون الحجة، منوهين الى ان شعور الحوثي بنفور الناس عنه وعن خطبائه، كان دافعاً له لإرتكاب الحماقات والإعتداء على المساجد وتدميرها ومضايقة خطبائها وأئمتها، في اشارة منهم الى ان قصص تدمير المساجد ليست جديدة وإنما قديمة بدأها الأئمة السابقون، ثم جاء الحوثي لإحيائها من جديد حيث ورث من اجداده السابقين هذه المهنة واسلوب الإجرام والإرهاب، مستدلين على حقائق تاريخية تثبت عدوان الأئمة على العلماء والدعاة والمساجد، وحرصهم على تغيير هوية المساجد وطمس معالمها والتشويش على حلقات التعليم فيها، مؤكدين بان الحوثيين الإماميين يبررون جرائمهم ضد المساجد وروادها باتهامهم بالعداوة لأهل البيت ووصمهم بالردة والنفاق، علماً بان الجرائم الحوثية تضخمت وزادت وحشية خلال الأربع السنوات الأخيرة والتي وصلت حد استخدام المساجد ودور العبادة لمضغ القات وممارسة رقصة البرع وغيرها من الخزعبلات والبدع المستوردة من إيران، حيث اضحت لا قداسة للمساجد لديهم، مقابل المشاهد والحسينيات والأضرحة ومراقد أئمتهم التي يعتنون بها، فضلاً عن ما تتعرض له المساجد على أيدي هذه العناصر السلالية من قصف وتخريب واقتحامات ونهب وعبث وإطلاق النار على أبوابها والاستيلاء عليها وتحويلها الى ما يشبه اللوكندات واختطاف الناس منها.
وطالبوا كافة الجهات بضرورة توثيق هذه الجرائم للأجيال والعمل على تقديمها للمحاكم والمنظمات الدولية، لكون هذه الأماكن الطاهرة والمقدسة هي التي يجتمع الجميع حولها في وقت تسعى المليشيات إلى إسقاط هيبتها من نفوس الناس، وتحويلها بعضها إلى ثكنات ومخازن للعدة والعتاد العسكري، وأخرى إلى أماكن للاحتفالات والرقص، وأخرى يتم نسفها من أساسها.
من جانب آخر، أجبرت مليشيا الحوثي طلاب وطالبات المدارس الحكومية والأهلية لحضور معارض صور قتلاها فيما تسميه "أسبوع الشهيد" بمختلف مديريات المحافظات التي تسيطر عليها الحركة المليشاوية منذ ست سنوات، وذكرت مصادر تربوية يمنية إن المليشيا أنشأت مؤخراً معارض لصور قتلاها، وألزمت الطلاب على الحضور في تلك المعارض لنشر ثقافة الموت والقتل، وأضافت المصادر ذاتها أن إستياء واسع في الأوساط التربوية والتعليمية من إجبار الطلاب على حضور معارض قتلى المليشيا، والذي وصفوه بأنه مشهد لتمجيد ثقافة الموت وتمزيق النسيج الإجتماعي، بدلاً من التفكير بالمستقبل وإعداد الأجيال والطلاب بشكل صحيح لبناء الوطن والنهوض به.
وعمت حالة من الإستياء الواسع لدى أولياء أمور الطلاب والطالبات من إجبار أبناءهم للحضور بالقوة في معارض المليشيا خصوصاً الطالبات وصغار السن وإجبارهم لترديد شعارات المليشيا الحوثية، وخاطب عدد من اولياء الأمور المليشيا محذرين من ممارساتهم بالقول : أطفال صغار تخرجوهم من المدارس لزيارة صور القتلى وتلقنوهم الصرخة، ومن قال لكم إن أولادنا حوثيين حتى تجعلوهم يرددون الصرخة، وبعدين افرضوا حدثت مشاجرة أو إطلاق نار او أي مشكله كيف يعرف الطفل الصغير او البنت التعامل مع الحدث، إحنا جبنا أولادنا للمدارس يتعلموا وليس من أجل يحضروا فعاليات طائفية ومذهبية وسلالية ليس لهم فيها ناقة ولا بعير.
في غضون ذلك، اعتدى نافذون من مليشيا الحوثي على أرضية تعود ملكيتها لجامعة إب في ظل انتهاكات متواصلة تطال أراض الدولة وممتلكات المواطنين، وطبقاً لمصادر إعلامية مطلعة فان نافذين تابعون لمليشيا الحوثي شرعوا في السطو والإستيلاء على أرضية في المشتل الزراعي الموجود في باحة جامعة إب وسط عاصمة المحافظة، محاولين تمرير عملية البسط والاستيلاء عبر صندوق النظافة بهدف نهب الأرضية المقدرة مساحتها بـ "خمسين قصبة" وتقدر قيمتها بمبالغ مالية كبيرة نتيجة موقعها الحساس وارتفاع أسعار الأراضي بمدينة إب بشكل كبير لاسيما خلال السنوات الأخيرة.
واتهم رئيس جامعة إب صندوق النظافة ونافذين بالسطو على أراض داخل سور الجامعة، وهددت رئاسة الجامعة بالتصعيد محذرة إدارة الصندوق من مغبة محاولة السطو على ممتلكات وأراضي الجامعة، وبحسب المصادر فإن النافذين بدأوا بعملية مسح الأرضية تحت ذريعة إنشاء "محميات جديدة" تهدف لعملية التشجير في محاولة منهم للشروع بعملية مصادرة الأرضية تحت مسمى بناء مشاريع تحسينيه للصندوق، في وقت أشارت فيه المصادر الى وجود قيادات عليا ونافذين من العيار الثقيل وراء عملية محاولات السطو والإستيلاء.