القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا على تلغرام: فجر عدن للاعلام

باحثا عن قصةٍ صحفية.."أديب الجنابي" مصور هجوم عدن وشهيد الحقيقة


كعادته، أخذ كاميرته على عاتقه بحماس، وانطلق صوب مطار عدن الدولي، يبحث عن قصةٍ صحفية.. فأصبح هو القصة

بات الصحفي اليمني أديب الجناني، ضحية صواريخ المليشيات الحوثية الإيرانية التي هاجمت مطار عدن الدولي، الأربعاء، خلال تواجده في حرم المطار، مؤديًا واجبه الإعلامي

لم تكن اللحظات الأخيرة للمصور الصحفي " أديب" مختلفة عن بقية أيامه، كانت شبيهةً بروحه المتألقة، يغازل كل من يراه بنظراته المُحبة، ويبادر الجميع بالسلام والحديث، وكذلك كانت دقائقه التي سبقت اسشتهاده

"كان أديب منتشيًا كبقية أيامه، مجتمعًا مع ثلة من زملاءه الصحفيين، كعادتهم عند كل فعالية أو حدث هام يلتقون فيه، فلم تفارق الابتسامة محياه، وكان قريبًا من الجميع".. تحدث الصحفي سليم المعمري، مراسل مجلة الأسرة والتنمية



ويضيف لـ"العين الإخبارية": طلب مني بكل أدب استخدام شريحتي التي تحتوي على خدمة الانترنت ليكون على الهواء مباشرة مع القناة الفضائية التي يعمل فيها، ولم أتردد لحظة

تحدث أديب وهو بجانبي مع القناة يصف مشهد وصول طائرة الحكومة الجديدة وبدء نزول أعضاءها، وما هي إلى لحظات حتى هزّ الأرجاء دوي أحد الصواريخ التي استهدفت صالة استقبال الواصلين في المطار.. يقول المعمري

ويؤكد: "جميعنا فرّ من المكان، باستثناءه، ظل واقفًا يتابع نقل الأحداث لقناته الفضائية، وكنا نراقبه من بعيد وندعوه لينسحب، لكنه لم يكن يسمعنا نتيجة الانفجار والفوضى التي حدثت في المطار، وما هي إلا لحظات حتى سقط صاروخ آخر امامه مباشرة ليودي بحياته"

لم يكن الزميل الصحفي سليم المعمري هو الوحيد الذي شاهد أديب الجناني في لحظاته الأخيرة، نضال فارع، الصحفي في صحيفة عدن الغد اليمنية، أكد لأحد الزملاء رؤيته لأديب قبيل استشهاده

يقول نضال لزميل لـ "العين الإخبارية" ما حدث: "كنا نركض فراراً من الصواريخ التي سقطت على صالات الانتظار بالمطار، وتفاجئت بالزميل أديب واقفًا يتحدث على هاتفه، لم أكن مستوعباً ما يحدث حينها، لكن عندما سمعت بخبر استشهاده تأثرت لعدم جره معنا، وإلحاقه بنا ساعتها"

يشار إلى أن الزميل أديب الجناني، يعمل مراسلاً لأكثر من وسيلة إعلامية يمنية، بما فيها مواقع وقنوات فضائية، وهو خريج قسم الإعلام بكلية الآداب، جامعة عدن، وينحدر من محافظة تعز، غير أنه كان يعيش في عدن منذ سنوات

أديب، تزوج مبكرًا، ولديه 5 أولاد، تعتمد أسرته عليه في إعالتها، ورغم عقبات الحياة هذه إلا أنها لم تمنعه من مواصلة مسيرته الاكاديمية والعلمية، إلى جانب عمله الصحفي كمصور ومراسل والذي سخره لنقل معاناة الناس وجرائم الحوثي بحق النازحين على وجه الخصوص

يشهد له الكثير من سكان منطقته التي يعيش فيها، مديرية البريقة، غرب عدن، بالأخلاق الحسنة، وعلاقاته الواسعة مع مختلف الناس، مهما تنوعت انتماءاتهم أو أفكارهم

وأسفر الهجوم الصاروخي الذي شنه الحوثيون على مطار عدن الدولي لحظة وصول طائرة الحكومة اليمنية قادمة من الرياض، عن مقتل 25 شخصاً وإصابة أكثر من 110 آخرين، منهم، وفق إحصائيتين لوزارتي الصحة والداخلية اليمنيتين، غالبيتهم مدنيين وصحفيين وعمال وموظفي المطار

ونعت نقابة الصحفيين اليمنيين أديب الجناني وطالبة بالتحقيق في كل حالات القتل والانتهاكات التي طالت الصحفيين ومهنة الصحافة

وبحسب وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، فقط نتج عن الهجوم مقتل الصحفي أديب الجناني وإصابة 10 آخرين ينتسبون للأسرة الصحفية في اليمن


هل اعجبك الموضوع :
التنقل السريع