القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا على تلغرام: فجر عدن للاعلام

كتاب «نبيل القعيطي .. شهيد الكلمة..ابتسامة وطن» – الحلقة الثامنة (ملف اغتيال نبيل القعيطي.. صدمة خبر اغتياله على المستوى المحلي)



فجر عدن/الجريدة بوست

بحسب صحيفة البوابة اللندنية “أثارت جريمة اغتيال المصور الحربي العالمي نبيل القعيطي صدمة كبيرة بين الدوائرالإعلامية اليمنية والدوائر الأمنيةالتي يسيطر عليها المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن، وحصل نوع من التضامن الشعبي في الجنوب، ووقعت عدة غارات عقب الجريمة على أمل اعتقال المهاجمين”.

وبحسب صحيفة الشرق الأوسط”هناك استنفار عام في عدن عقب اغتيال مصوّر صحافي”، وبحسب صحيفة العين الإخبارية الإماراتية”قوبلت جريمة اغتيال المصور القعيطي، بتنديد واسع من مختلف الشرائح اليمنية جنوباً وشمالاً، ففي حين دعت السلطات الحكومية إلى تحقيق عاجل، باشرت قوات الشرطة في العاصمة المؤقتة عدن حملة أمنية واسعة بمديرية “دار سعد” التي يقع في إطارها منزل القعيطي، وذلك لملاحقة المسلحين ومالكي الدراجات النارية”، وأكدت مصادر أمنية لـ”العين الإخبارية”، أن السلطات تقود عملية تحر واسعة لتعقب الجناة والتأكد من كاميرات المراقبة الموجودة في منطقة “دار سعد”، فيما تم ضبط عشرات المشتبهين، بعد ساعات من وقوع الجريمة”.


حل خبر إغتياله على المستوى السياسي والعسكري والإعلامي الجنوبي كالصاعقة

واكب هذا الاستنفار الأمني استنفار إعلامي جنوبي وتضامن شعبي مع حالات من الصخب والحزن المخيم على أصدقائه وزملائه ومحبيه، فبحسب جريدة الجارديان البريطانية “ملئت مواقع التواصل بالمراثي”، وانهالت برقيات العزاء والمواساة وبيانات النعي والرفض والاستنكار من كل حدب وصوب، وحول هذه الأجواء الحزينة التي خيمت على عدن والجنوب لحظة اغتيال القعيطي، يقول أنيس الشرفي، وهو ناشط وكاتب جنوبي على مواقع التواصل الاجتماعي: ” لم يجد أعداء الحقيقة ومحاربي صوت الحق وأعداء الإنسانية، والساعون لإطفاء شعاع الضوء ونشر الظلام والسواد الحالك في عدن والجنوب سوى استخدام الإرهاب أداتهم المعتادة لمواجهة كاميرا وفيديو نبيل القعيطي، ذلك الشاب الذي اشتهر بحسن أخلاقه ولطفه وابتسامته التي لا تفارق محياه.. أرادوا إسكات صوته وإطفاء كاميرته وانتزاع ابتسامته، فأبت جماهير شعب الجنوب إلا أن تبقى تلك الابتسامة تزين صفحاتهم في كافة مواقع التواصل الاجتماعي، آلاف الحسابات اليوم تتزين بتلك الصورة والابتسامة اليانعة على ثغر محياه النبيل الباسم”.

وعلى المستوى السياسي والعسكري الجنوبي، حل الخبر كالصاعقة على رؤوس القيادات، وبدا المشهد أكثر صدمة، فانهالت بيانات النعي والإدانة والتنديد من كل حدب وصوب، وأول تعليق عقب اغتيال القعيطي من قيادتنا السياسية صدر من نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الأستاذ هاني بريك، قائلاً “الجنوب كله ولي دم نبيل القعيطي”، وأعقبه بيان الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي وبيانا نعي المجلس الانتقالي الجنوبي والحراك الثوري لتحرير الجنوب واستقلاله، وتصريحات حزينة وأخرى غاضبه لقيادات سياسية وإعلامية وعسكرية جنوبية، أبرز الحزينة تصريحات نائب رئيس الدائرة الإعلامية للمجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح، والغاضبة تصريحات صلاح بن لغبر وبيان مجلس الحراك الثوري لتحرير الجنوب واستقلاله؛ ففي أول تعليق لمنصور صالح على الجريمة التي أودت بزميله الصحفي نبيل القعيطي، يغرد بحزن عميق قائلاً: “منذ لحظة الفاجعة حتى الآن مازلت أعيش حالة الصدمة وعدم القدرة على استيعاب أن يكون أخ وصديق ورفيق نبيل كنبيل القعيطي قد رحل”، وأضاف صالح”وتحت وقع هذا الوجع، قررت ألا أكتب شيئاً في رثاء نبيل أو نعيه، فمثله لايرثى ولا تفيه الحروف مايستحق”.

أما بيان مجلس الحراك الثوري لتحرير الجنوب واستقلاله فبدا غاضياً، وكان خير ما يعبر عن الغضب الجنوبي وهول الفاجعة وصدمة الخبر على المستوى السياسي والعسكري والإعلامي الجنوبي، وهذا مستهله: “لقد صُدم مجلس الحراك الثوري لتحرير الجنوب واستقلاله (تصحيح المسار)، برئاسة الدكتور عيدروس اليهري، وجميع قوى الجنوب الحُرَّة وشعب الجنوب قاطبةً، ومقاومته وقواته العسكرية والأمنية، بخبر استشهاد الإعلامي المتميِّز والصحفي والمصور المتفرِّد والنادر والناشط السياسي الصلب والمقاوم الصنديد نبيل حسن القعيطي، الذي اغتاله مسلحون ملثمون من عصابات القتل والإجرام والإرهاب، الذين تستأجرهم قوى الغزو والظلام والإرهاب والإجرام اليمنية… سارعوا بأمر عصابتهم لاغتياله لإسكات صوته وتوقيف عدسة كاميرته؛ لقهر شعبنا وحراكنا ومقاومتنا وقواتنا العسكرية والأمنية، وصدمة الإعلاميين والصحفيين الأحرار وإرهابهم، ظنَّاً من تلك القوى الظلامية أن ذلك سيضعفنا، فهيهات لها ذلك، لأنَّ اغتيال نبيل القعيطي سيشعل الجبهات، ويرفع لهيبها، ويلهب حماس المقاتلين في كل الجبهات العسكرية والأمنية والإعلامية والسياسية وغيرها، كما حدث بعد اغتيال البطل منير محمد (أبو اليمامة)، وجعفر محمد سعد، وأحمد سيف اليافعي، وعمر سعيد الصبيحي، وأحمد الإدريسي، والاسرائيلي وغيرهم”.

نخبة من شهداء الجنوب قدمتهم يافع لأجل الكرامة واستعادة الدولة الجنوبية

وبدا المشهد في الوسط الإعلامي الجنوبيخاصة على أصدقائه الإعلاميين أصحاب القضية، أكثر صدمة وفاجعة غير مصدقين ما حصل، وخيم الحزن على الجميع لدرجة البكاء واللعن على القتلة ومن يقف وراءهم، يقول همدان السيد: “قبل استشهاده بيوم كنت على تواصل معه لتحديد الذهاب معاً إلى الجبهه برفقة الأخ عثمان عامر، وفي صباحية اليوم الثاني اتصلت عليه، ودار الحديث حول ترتيب رحلتنا، وقال سنلتقي بأخينا عثمان لنحدد موعد الذهاب إلى جبهة الشيخ سالم في أبين، وعند الساعة الثانية عشر ظهراً وصلني خبر اغتياله كالصاعقة، وذهبت مسرعاً إلى مستشفى أطباء بلا حدود للتأكد، فوجئت بصدق الخبر، فلم أتمالك نفسي من البكاء، ولم أعد أعي ما يدور حولي من شدة الخطب وهول الفاجعة،بكيت قهراً من الغدر والخيانة، فإن لم أبك على مقتل نبيل أعز إنسان صادفته في حياتي، فعلام أبكي إذن، فرحيله رحيلنا جميعاً”، ثم أردف “رحيل الشهيد نبيل القعيطي يوم مظلم علينا وعلى شعب الجنوب كافة”.

ويقول الصحفي والناشط الجنوبي مشتاق الشعيبي: “خبر استشهاد نبيل لم يستوعب حتى اللحظة فالابتسامة المألوفة على شفتيه جعلتنا والكثير ممن يعرفه لايصدق ما حصل بالضبط، وحتى بالنظر إلى الصور التي تركها بعد رحيله مؤنسة للغاية؛ إذ لايخفى على أحد أنني بذاتي كلما نظرت إلى صورته وهو مبتسم، ظننت أنه سيكلمني”، وأضاف “شعور لايوصف من الألم والحزن والقهر من جراء الجريمة الشنعاء التي راح ضحيتها أبرز رموز الجنوب الإعلامية والسياسية الشابة على أيدي الغدر والخيانة في العاصمة الجنوبية عدن، والتي كلما أوجعتها مقاومتنا الباسلة في أي جبهة من جبهات الجنوب لجأت إلى الرد المعتاد لها على مر السنين باغتيال كوادرنا الفاعلة والنشطة في شتى مجالات العمل الوطني”، وختم معزياً نفسه ومؤنسها: إنه “الإعلامي والمصور العالمي نبيل القعيطي النبراس الذي سطع في عالم الصحافة، وسلط جهوده خدمة لقضية شعبه العادلة، وضحى بروحه الطاهرة في سبيل تحرير هذا الوطن الجريح الذي اهتز من أقصاه إلى أقصاه”.


شعور لايوصف من الألم والحزن والقهر من جراء الجريمة الشنعاء التي راح ضحيتها أبرز رموز الجنوب نبيل القعيطي

وبلغة القهر والغضب الشديد من سوء ما أقدم عليه القتلة ومن يقف وراءهم قال الكاتب والصحفي الجنوبي أديب السيد: “إغتيال القعيطي أسلوب جبان وحقير من قبل أعداء الجنوب، يظهر عجزهم وفشلهم وهزيمتهم، كم من الناشطين تابعين لكل فصائل العدو وداخل الجنوب وعدن، ينتقدون، يشمتون ويهاجمون.. لم تمسهم أي قوات جنوبية، بل إن حرية الرأي مكفولة لهم، فلماذا قتلتم الإعلامي النبيل؟! لماذا لا تذهبون الجبهات لتواجهوه هناك وجهاً لوجه؟ يا لكم من جبناء، حقراء! ألهذا الحد وصلت بكم الهزيمة، ووصل بكم الحقد والفشل أن تغتالوا إنساناً لا يملك إلا كاميرته، لماذا فعلتم هذا في الوقت الذي كان عليكم أن تتقبلوا هزيمتكم في الجبهات، أي جبن هذا وأي فسالة واجرام! ألا لعنة الله عليكم وعلى من يقف خلفكم، وعلى من يؤيدكم، يا مجرمون يا أحقر ما خلق الله”.

وكانت الصدمة وهول الفاجعة الطاغية على الصحفيين الأقرب مكانة للشهيد وعشرة له، فبدت كلماتهم أقرب إلى الرثاء والدعاء للشهيد، مليئة بالعاطفة ولواعج الفراق والتوديع، وفي هذا الإطار يقول رئيس تحرير صحيفة وموقع “عدن تايم” عيدروس باحشوان مودعاً الشهيد بكلمات الحب والرضا والوفاء: “السلام عليك يا ولدي نبيل يوم ولدت ويوم عشت ويوم مت جسداً ويوم تبعث حياً .. اللهمّ اغفر له وارحمه وثبته عند السؤال، اللهمّ ادخله مدخلاً حسناً واجعل قبره روضة من رياض الجنه، اللهمّ أسكنه فسيح الجنان مع النبيين والصديقين والشهداء”.

وقال أحمد الصوفي: “منذ لحظة خبر مقتله، وصور حياته التي أعرفها لاتتوقف حركتها في خيالي. تعصف بي.. حتى أجثو باكياً، يدرك الشر، كيف يوجع الناس.. ومالنا إلا الله، يجمع شتاتنا إن شاء، أو يكلنا إلى أنفسنا.. حتى يقبلنا عائدين.. يرحمك الله يانبيل، عزائي فيك أنك مت مقبلاً غير مدبركما يموت كل عظيم.. أما الموت فيلتقط الناس زرافات ووحداناً، مت جهراً، وبقي قاتلك لئيماً خائفاً مذعوراً رغم كل فوارق الإمكانيات.. يالك من ماهر في الثبات أيها اليافعي العنيد”.

وتحت عنوان “عظم الله أجرك يا وطن”، تساءل الناشط في مواقع التواصل الاجتماعي سهيم الميني بقهر قائلاً “أصحيح ما حدث؟ ليته كان غير صحيح!! نعم، رحل صاحب العدسة الصلبة، رمز الرجولة والشهادة، وفقد الوطن الحبيب صحفياً ومصوراً شجاعاً مقداماً، فالعزاء للجميع على فقدانه، ولاحول ولاقوة الا بالله”، وأضاف مخاطباً روح الشهيد “يا صاحب الابتسامة! كم كنت شهماً ونبيلاً، كم كنت خدوماً، كم كنت إنساناً، وكم سنعدد مناقبك يا صديقي، ولو بكيناك ألف شهر لما أوفيناك حقك، ودماؤك الطاهرة سفكت سبيلاً للتحرير، فرحمة الله على الجنوب وعلى صوته الحر”، ثم أنشد:

بنا من الحزن ما تبكي له مدنٌ وينحني الصخر عطفًا كي يواسين

وأعقب الميني “خبر استشهاد النبيل فاجعة وخسارة كبيرة جداً، ولكن يجب أن نؤمن بالقضاء والقدر، فلا نملك معه إلا أن نبكيه، نحفه بالدموع، وسط هذه الأحزان المحيطة، فهو قدّم حياته لأجل الوطن، ويجب أن لانيأس ولا نستسلم، وألا يصيبنا الإحباط، فهناك ألف نبيل ممن غرس في نفوسهم ذاته ممّن انجبتهم أرضنا الحبيبة”، وأرفق الميني منشوره برسالة وجهها لنجل الشهيد الشبل زايد نبيل القعيطي قائلاً: “لاتحزن ياصغيري فوالدك كان نبيلاً وشريفاً وحراً شجاعاً، دماء والدك الطاهرة ارتوت بها الأرض التي عشقها والدك وضحى بروحه من أجلها، والدك مات مغدوراً، ولم يستطع قاتله أن يواجهه في الميدان.. خسارة على الوطن وليس عليك فقط ياصغيري، لا أدري ماذا اكتب، وماذا اقول، ولكن خسارتنا في والدك كبيرة ولاتعوض..غادر النبيل وترك في قلوبنا وجع لا يتعافى، نم قرير العين يا أبا زايد فالقدير يبارك روحك الطاهرة في الجنة لتجاور الأرواح الطيبة”.

كما نعى مدير تحرير جريدة “عدن تايم” وائل القباطي، زميله الشهيد نبيل القعيطي بكلمات نثرية مؤثرة، تحمل لغة الشجب وأسمى معاني التنديد، وأنزلها بالبنط العريض، تحت عنوان “السفلة يغتالون النبلاء”، يقول في مطلعها: “أي صباح دموي هذا الذي صدمت فيه بخبر اغتيالك يا نبيل، معقول! ألهذا الحد أرهبتهم عدسة كاميرتك؟! بلاشك قتلوك وأنت مبتسم كالعادة.. كيف امتدت يد القاتل المأجور للزناد؟! من دفع ثمنك؟ وكم قبضوا أجر جريمتهم؟ بماذا أرثيك يا وجعاً لن يفارقني، ماذا نقول لأطفالك، بأي ذنب قتلوك يا رفيق رحلة مشاهدة الموت بقذيفة في باب المندب؟! مت شهيداً.. ستخلدك الأجيال.. لن يرهبونا، ولا نامت أعيننا إن نسكت، ولا عزاء للسفلة الذين يغلتون النبلاء”.

وتقول الإعلامية والناشطة السياسية نداء عادل: “لم يكن الشهيد نبيل القعيطي صحفياً لامعاً، أو صاحب قضية وطنية يؤمن بها ويدافع عنها بطريقته السلمية المتحضرة فحسب، إنما كان أيضاً إنساناً صاحب قلب كبير، فكيف لكل هذه الإنسانية الخيرة أن تُغتال بدم بارد في وضح النهار؟!”، ثم أردفت “هم بذلك استطاعوا أن يطفئوا ابتسامة نبيل القعيطي، ولكن الحقيقة التي كان ينقلها لم ولن تنطفئ، فقد كان كالنبلاء، خاض معارك، ورحل مع ركب الشهداء شامخاً عزيزاً”.

وأخيراً، وبلغة التحدي والصمود يقول ياسر اليافعي: “ستظل روح نبيل وفيديوهاته وصوره، وما وثقه من انتصارات لرجال الجنوب تطاردهم حتى بعد استشهاده، وستلحق بهم الهزيمة والعار، ولن يستطيعوا الفرار من فعلتهم الغادرة والجبانة، وسيظل الصوت الجنوبي عالياً ومرتفعاً، ولن يستطيعوا إسكاته؛ لأنه صوت حق، مهما فعلوا وحرضوا وأصدروا فتاوى تهدر وتبيح دماء هذا الشعب”.
هل اعجبك الموضوع :
التنقل السريع