القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا على تلغرام: فجر عدن للاعلام

طبيبة في مركز لعزل الكورونا بالمكلا تكاشف.. د/سامية الجهوري : عذرا الزكام لم يفعل هذا من قبل!



مقالة للدكتورة/ سامية صالح الجهوري”طبيب في مستشفى الفقيد الدكتور الجريري”مستشفى العزل بالمكلا”

مازالت الفئة الواعية من المجتمع تعاني الأمرين في التعامل مع الفئة الأخرى التي تتجاهل الخطر الذي سرق مئات آلاف الأرواح، فأصبح من الصعب جدا أن تطلب من شخص ما أن يتفادى مصافحتك و يبقى بعيدا عنك لمسافة آمنة، أو أن يرتدي كمامته قبل الدخول لمحلك أو مكتبك، أو ألا يضع أصبعه في لسانه قبل عد النقود أو فتح كيس، أو أن يسعل بعيدا عنك .. دون أن ينتهي ذلك بملاسنات كلامية وإدعاءات أن الوباء “غير موجود” !!!

أن يقول هؤلاء أن الوباء تم نشره عمدا من طرف جهة ما في إطار مؤامرة ضد جهة أخرى، أو أن الفيروس مصطنع لأهداف معينة، هذه كلها يمكننا تفهمها (نقول تفهمها كآراء و ليس تبنيها)..

يمكننا أن نعتبرها حرية رأي معقولة نوعا ما أو تفكير يمكن تقبله من طرف أصحاب نظرية المؤامرة، رغم أن التفكير في هذه الأمور السياسية ليس وقتها حاليا وإنما الأولوية الآن لكيفية الوقاية والخروج من المأزق.

و لكن أن يأتي شخص و يقول أن الوباء لا وجود له أو أن خطورته لا تتجاوز الزكام، في وقت نفقد زملاءنا يوميا بشكل غير مسبوق!!!

وترتفع أسعار أجهزة توليد الأكسجين من 6 إلى 25 مليون لشدة الطلب عليها بشكل غير مسبوق و تتعالى النداءات عليها في مواقع التواصل الإجتماعي بشكل غير عادي، و تكتظ المستشفيات بحالات الإختناق بصورة غير مسبوقة، فعذرا الزكام لم يفعل هذا من قبل ..

أطباء الميدان كلهم يحذرون من خطورة الفيروس و سرعة انتشاره التي لم تتأثر كثيرا، عجبا مازال من يعتقد أنهم يأخذون أموالا مقابل كل حالة يعلنونها، والواقع أنهم سيكونون أول من سيفرح لزوال هذا الوباء، تأكدو أنهم أول من سيبشرونكم من الميدان، فقد بلغ منهم التعب النفسي و الجسدي ما بلغ.

كنا في البداية نراهن على وعي هذه الفئة و لكن للأسف رهاننا عليهم فشل، الآن فات الأوان نتمنى فقط من هذه الفئة أن تتعقل قليلا وتلتزم إحتياطات السلامة لعلنا نخرج بأقل الأضرار ريثما يأتي الحل النهائي على يد الدول التي أنفقت ملايير الدولارات في أبحاث اللقاح..
هل اعجبك الموضوع :
التنقل السريع