القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا على تلغرام: فجر عدن للاعلام
                                                     
                                بقلم : نعمة علي احمد السيلي

 لم يعد الأعلام الحديث وسيلة لتوصيل المعرفة وتزويد الناس بالخبر بل أصبح أداة فاعلة في صناعة الرأي العام والتفاعل معه والتأثير فيه فكريا وعقليا وسلوكيا وهذا مالم تدركه أعلام النخب والأعلام الرسمي في بلادنا حيث لا زالت تتعامل مع المواطن بعقلية السبعينات وتنسى أو تتناسى التطورالتكنولوجي في وسائل التواصل الأجتماعي التي لا تكتسب أهميتها كوسيلة للتواصل بل أصبحت تشكل أهم أدوات التأثير في صناعة الرأي العام والتأثير فيه وفي رواج الأفكار والأراء المتعلقة بقضية معينة للتوصل إلى رأي عام مساند أو معترض على سير أحداث أي قضية يتم تسويقها بشكل مخالف لسير الأحداث .

ومن هذا المنطلق فأن أي خبر يجب أن يحترم عقول الناس ويتحلى بشرف المهنة ويتسم بالمصداقية والشفافية والوضوح والأمانة بعيدا عن التضليل والتأثير السلبي في الرأي العام وتوظيفه وتعبئته لغرض تغيير قناعاته .نحن بحاجة إلى توسيع دائرة الأعلام المحايد
  لأن العالم أصبح شارعا وليس قرية لتداول الأراء وصناعة رأي عام بسبب النقلة النوعية في عالم الأعلام الرقمي فعن طريق تبادل الرسائل والفيديوهات والرسائل الصوتية لخلق جو من التفاعل في سلوك الأفراد وتحديد مواقفهم وأصبح للفرد دور فاعل في نشر الخبر عبر هذه الوسائل والتحول من الأحتجاج إلى التأثير في الرأي العام وتوظيفه وتعبئته بعد هذا التطور وثورة تكنولوجيا الاتصالات وتقنية المعلومات فهو أصبح سلاح ذو حدين أولهما أيجابي يساهم في بناء المجتمعات والتوعية وفي المقابل يساهم على تفتيت المجتمع وأذهانهم ووعييهم وعلى النخب السياسية أن تدرك حقيقة أنها لم تعد تمتلك القدرة على التأثير في الرأي العام بعد أن أنتقل دور شبكات التواصل الاجتماعي من وسيلة لنقل الخبر والتعليق عليه إلى دور فاعل في معالجته ومتابعته وأثارت ردود الأفعال مع القدرة الهائلة على الأنتشار خلال ساعات فقط وعلى نطاق أكثر اتساعا .

أن اللجؤ إلى التضليل في قضايا معينة غير مجدي وقد تكون له ردة فعل قوية لا يحمد عقباها على قادة العمل السياسي والمنظمات و المنتسبين إليها واامناصرين لها ولهذا لزاما علينا التحلي بشرف المهنة والمصداقية والشفافية والوضوح لكسب ثقة المتلقي وأن ندرك جيدا أن أي اهتزاز بهذه الثقة سيؤدي إلى انحسار تلك المنظمات ومن بنتسب لها ويساندها لأنه أصبح لا مكانة للاعلام المتحيز فالمتلقي يبحث عن أعلام محايد يستند إليه في نقل المعلومة 
هل اعجبك الموضوع :
التنقل السريع