كتب / ناصر التميمي
منذ أن تم احتلال الجنوب من قبل نظام صنعاء العفاشي في صيف عام 1994م، تم تدمير التعليم بشكل ممنهج من قبل الاحتلال اليمني الهمجي البربري المليء بالحقد الدفين على الجنوب وشعبه. فأول عمل خبيث قام به المحتلون القادمون من كهوف الجهل واللادولة هو تدمير التعليم بشكل فظيع جداً ينم عن الحقد الأسود الذي يملأ قلوب من جاءنا محتلًا على ظهر الدبابة والمدفع من عصور ما قبل التاريخ، حاملاً في يديه معول الهدم الذي استخدمه في هدم وجرف كل شيء جميل في جنوبنا الحبيب. وفي مقدمة ذلك التعليم، الذي ترتقي وتبنى به الشعوب وتتقدم إلى مصاف الدول المتقدمة. حيث قام أعداء الجنوب بسياسة خبيثة بهدم ما بناه أجدادنا الأوائل في لمح البصر، وجلبوا إلينا التخلف بمختلف أشكاله، ونقلوا إلينا ثقافة غريبة جداً كالفساد والمحسوبية والرشوة والنصب والاختيال والغش التي لم نكن نعرفها في وطننا من قبل.
ثلاثون عاماً لم يفعل فيها هؤلاء القوم حسنة واحدة لشعب الجنوب، وكل ما جلبوه هو الدمار والسلب والنهب، بل استماتوا في تجهيل شعبنا. ليس هذا فحسب، بل حرموا طلاب الجنوب من الحصول على المنح الدراسية إلى الخارج بقصد، وكانوا يوفدون أبناء العربية اليمنية، إلا من لديه وساطة من الجنوبيين الذين لا يتعدى عددهم أصابع اليد، مقابل الآلاف من أبنائهم الذين كانت درجاتهم متدنية. ويُترك أبناء الجنوب المتفوقون علمياً. شوفوا كيف كانوا يتصرفون مع طلابنا. ولا زالوا يمارسون هذا الإقصاء إلى يومنا هذا عبر وزارة التعليم العالي التي يرأسها شخص من أبناء العربية اليمنية، والذي يمنح المنح الدراسية للأقارب ولأولاد المسؤولين من بني جلدته الذين لا يستحقونها لا من قريب ولا من بعيد، ويحرمون من يستحقونها من المتفوقين الذين لا حول لهم ولا قوة.
يوم أمس الأول أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي عن المنح الدراسية المقدمة من دولة الإمارات الشقيقة لعدد مائة طالب وطالبة من أبناء الجنوب الأوائل في الثانوية العامة، حيث التقى سيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي بالمبتعثين في مطار عدن الدولي لتوديعهم إلى دولة الإمارات. كلنا رأينا حفاوة الاستقبال له من قبل أبنائه المتفوقين الذين عمت الفرحة قلوبهم وقلوب أهلهم وأقاربهم، الذين سعدوا بوجود الرئيس عيدروس بينهم ليودعهم. كما قدموا الشكر الجزيل لسيادته وللأشقاء في الإمارات على هذه المنحة التي تعد الأولى من نوعها منذ أكثر من ثلاثين عاماً نرى هذا العدد الكبير من أبناء الجنوب يُبتعثون للدراسة في الخارج.
كلنا رأينا صراخ ونباح الأعداء من أبناء العربية اليمنية الذين شنوا حملة إعلامية مسعورة لم يسبق لها مثيل ضد الرئيس عيدروس وأبنائنا المبتعثين للدراسة، حملة حملت كثيراً من الأكاذيب والمغالطات. شوفوا كيف الحقد الذي يحمله هذا القوم لشعب الجنوب! على مائة منحة فقط أصابهم الجنون وفقدوا البوصلة وأصيبوا بالرعاش والزهايمر، والبعض أصيب بالإغماء الذي أفقدهم الصواب، وتحولوا فجأة إلى مجانين من الدرجة الأولى. يا قوم، انتظروا الكثير من المفاجآت التي ستقصم ظهر البعيد وستزيد من نباحكم. عادكم يا أعداء الجنوب لم تروا إلا القليل. أنتم طيلة ثلاثة عقود حرمتم الجنوبيين من كل شيء، والآن تتباكون؟ والله أمركم غريب جداً. لقد بان حقدكم الدفين. اتركوا قيادتنا تعمل وبطّلوا نباحاً وعويلاً وصراخاً، وابحثوا لكم عن مخرج لتحرير أرضكم بدل أن تشغلوا أنفسكم بشيء لا يعنيكم.
المجلس الانتقالي الجنوبي انتقل من تكوين وتأهيل القوات المسلحة إلى تأهيل وتدريب الكوادر العلمية وابتعاثها إلى الخارج، ليتولوا بعد تخرجهم بناء دولة الجنوب القادمة إن شاء الله. وهذه الخطوة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، بل ستتبعها دفعات أخرى من أبنائنا الخريجين المتفوقين للدراسة في الخارج، لا سيما في دولة الإمارات الشقيقة الحليف الصادق مع الجنوب. شكراً سيادة الرئيس عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي. شكراً محمد بن زايد. شكراً دولة الإمارات، وشعب الإمارات. الله يفكنا من قيود صنعاء وتتحرر أرضنا، وسنعيد بناء دولتنا بعيداً عن مشاريع اليمننة القذرة.