خلال فترة هذه الحرب الطويلة ترأس الحكومة اليمنية "الشرعية" أربعة أشخاص هم: خالد بحاح، والدكتور احمد عبيد بن دغر والدكتو معين عبدالملك وأخيرا الدكتور احمد عوض بن مبارك، وتم إجراء تعديلات أو تغييرات وزارية عديدة شملت تقريبا كل الحقائب الوزارية.
تولى خالد بحاح رئاسة الحكومة التي سميت حكومة الوحدة الوطنية في 7 نوفمبر 2014 بعد "اتفاق السلم والشراكة" عقب سيطرة الحوثيين على صنعاء تحت يافطة "انتفاضة شعبية" لاصلاح مسار ثورة 11 فبراير 2011.
وبعد انقلاب الحوثيين على الرئيس هادي ووضعه هو ورئيس الحكومة بحاح في 21 يناير 2015 تحت الإقامة الجبرية...ظل المجتمع الدولي يعترف ويتعامل مع حكومة بحاح الذي أضيف إليه منصب نائب الرئيس هادي في 12 ابريل 2015م.
من باب إلانصاف لابد من القول إن خالد بحاح كان الأكثر قدرة على إدارة الحكومة في تلك المرحلة الصعبة التي تعرض خلالها للإقامة الجبرية في صنعاء ومن ثم أكثر من محاولة اغتيال في عدن.
لكن حزب الإصلاح حاول مرار تعطيل جهود حكومة بحاح الرامية إلى استتباب الأمن والاستقرار ومواجهة تحديات أوضاع الخدمات والمرتبات والتعامل المرن والواقعي مع الملف الجنوبي، وتم افتعال خلافات توجت بازمة بين بحاح وهادي حد إصرار الأخير على اقالة بحاح (يا أنا يا هو).
شهدت فترته فسادا ماليا واداريا واسعا وتدهورا مريعا في وضع الخدمات والمرتبات في الجنوب. كان عهده فترة صراعات وأزمات مع المجلس الإنتقالي الجنوبي والقوات الجنوبية وشعب الجنوب كله....حتى تم اقالته بقرار جمهوري من الرئيس هادي مع احالته للتحقيق بتاريخ 16 أكتوبر 2018.
حكومة معين هي الأخرى لم تستطع إحداث أي تحسن في أوضاع الخدمات والمرتبات، وتضخما في عهدها ملفا الفساد والفشل إلى مستويات لاتطاق.
أما رئاسة بن مبارك للحكومة، فعلى الرغم من بداياتها المبشرة إلا أنها اصطدمت بعدم رضى الجانب الشمالي في مجلس القيادة وعلى رأسه العليمي.
وكشرت رموز الفساد أنيابها بمجرد بدء محاولات بن مبارك الاقتراب من عش الدبابير.
ويبدو ان العلاقة بين رئيس الحكومة ورئيس مجلس القيادة قد وصلت إلى طريق مسدود ويكاد الصراع ان يحسم لصالح العليمي.
قد يذهب بن مبارك ويأتي غيره...لكن هل سيكون لتغيير كهذا أي تأثير إيجابي على أوضاع ما تسمى المناطق المحررة واوضاع الحرب والسلام؟
إذ الأزمة ليس في رئيس الحكومة، فحسب، بل في منظومة الحكم كلها وفي السياسة والنزاهة أولاد وأخيرا.