وحقق المجلس الانتقالي، منجزات كبيرة توطد من مسار استعادة الدولة وفك الارتباط، وذلك بعدما امتلك المقومات اللازمة لتحقيق النجاح السياسي المطلوب، على النحو الذي يتماشى مع تطلعات الشعب الجنوبي.
التركيبة التي سادت على المجلس الانتقالي في حد ذاته، كانت أحد أهم العوامل التي تُمكِّن الجنوبيين من تحقيق حلم استعادة الدولة، ونجحت في فرض حالة من التلاحم الشعبي والمجتمعي حول الهدف الوطني الجنوبي الأسمى.
وضمّت الأطر القيادية للمجلس الانتقالي الجنوبي، تشكيل متناغم من مختلف شرائح المجتمع الجنوبي وأطيافه ومكوناته سواء الثورية، أو السياسية، أو الاجتماعية أو المهنية.
عامل رئيسي أيضا في الحالة الملحمية التي يعيشها الجنوب، تتمثل في أن المجلس الانتقالي الجنوبي ليس حزبًا ولا مكونًا سياسيًا أو اجتماعيًا أو فئويًا أو نخبويًا، له مشروع سياسي خاص بأعضائه وأتباعه ومناصريه.
لكن في واقع الحال، فإنّ المجلس الانتقالي يمثل إطارا قياديا وطنيا ينظم وينسق قدرات وإمكانيات قوى ونخب الشعب وأفراده صوب تحقيق أهدافه وتطلعاته.
كما أن البناء المؤسسي للمجلس الانتقالي الجنوبي، قام منذ اليوم الأول، على أساس الانتماء والولاء الفكري والوجداني لأهداف وغايات المشروع الوطني التحرري الذي يحمله، وليس على أساس الانتماء العضوي إليه حسب المتعارف عليه في الانتماء إلى الأطر التنظيمية السياسية أو الحزبية أو المجتمعية.
ساهم هذا الأمر، في جمع الجنوبيين على كلمة واحدة وراء التطلعات الوطنية، وأجهض مخططات إحداث شقاق في الصف الوطني الجنوبي، وهو ما وجّه ضربات قاصمة لقوى الشر المعادية.
واتبع المجلس الانتقالي منذ تأسيسه قبل سبع سنوات، سياسات تحرص على جمع الجنوبيين والاستماع إلى رؤاهم والاستفادة من أفكارهم، على النحو الذي يعود بالنفع على المسار السياسي الوطني من أجل استعادة الدولة.
ممارسات التعددية التي غرسها المجلس الانتقالي كان لها أفضل الأثر على مسار قضية شعب الجنوب، وكانت سببا رئيسيا في تفويت الفرصة عن مخططات مشبوهة سعت لتعطيل الجنوب عن هذا المسار الحيوي.