الواقع الذي يعيشه الجنوب حاليا مغاير تماما عما كان عليه الوضع قبل 30 عامًا، والسبب في ذلك هي الجهود التي بذلها المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، الذي حمل على عاتقه تطلعات الشعب الجنوبي.
الغاية الرئيسية من الحرب الظالمة التي تم شنها ضد الجنوب تتمثل في محاولة السطو على الهوية الجنوبية بشكل كامل، وذلك في مخطط يستهدف العمل على منع وجود دولة ووطن اسمه الجنوب.
التحدي الأصعب الذي عمل عليه المجلس الانتقالي هو تقوية الوضع السياسي للجنوب، والتأكيد على حضوره كطرف أساسي وفعال في أي مسار سياسي للتسوية في ظل التطورات التي تلاحقت على مدار الفترات الماضية.
واستطاع المجلس الانتقالي، أن يكون معبرا ومترجما لتطلعات الشعب الجنوبي، باعتباره الممثل العادل لقضية الشعب العادلة، على الرغم من تفاقم التحديات المثارة على الساحة في الوقت الراهن.
واستطاع المجلس الانتقالي أن يتغلب على تعقيدات المعادلة السياسية والعسكرية التي يواجهها في ظل الحرب الاقتصادية والعسكرية والخدماتية من جراء الحرب الشاملة التي تعرض لها الجنوب منذ 30 عامًا، ولا تزال تلك الحرب مستمرة وإن تباينت أشكالها وصنوفها.
وبفضل العمل الدبلوماسي المكثف، ومن خلال تكثيف التعاون والتنسيق مع حلفائه، نجح المجلس الانتقالي في نقل صورة حقيقية ومتكاملة للمجتمع الدولي حول الأوضاع السياسية الراهنة، بما في ذلك حق الشعب الجنوبي في استعادة دولته.
وبرهن هذا الواقع، أن أمن الجنوب واستقراره جزء لا يتجزأ من الأمن والعمق الاستراتيجي لجيرانه، ومن ثم بات على دول الجوار مراعاة حق الشعب الجنوبي في استعادة دولته باعتبار المخرج الآمن من أجل فرض استقرار شامل ومستدام.
أما على صعيد الداخل الجنوبي، فإنّ القيادة الجنوبية حريصة ومعنية بمواصلة جهودها وتحركاتها لتحقيق الهدف الأسمى المتمثل في استعادة الدولة وفك الارتباط، وهو مسار لا تراجع عنه مطلقا مهما كان الثمن.
وهذا التوجه الاستراتيجي الجنوبي يعني أن الوحدة المشؤومة صارت جزءا من الماضي الدامي، ولن يكون لها حضور في المستقبل الجنوبي بأي حال من الأحوال.