العاصمة /حوار /نوال باقطيان
يعد مركز الغسيل الكلوي في مستشفى الجمهورية من أهم وأبرز مراكز الغسيل الكلوي في العاصمة الجنوبية عدن ، كونه قبلة لجميع مرضى الفشل الكلوي في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب الأخرى ومناطق النزاع ،وذلك لتعاون الطاقم الطبي في المركز وفتح أبوابه وتقديم الخدمات الطبية للمرضى على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع ،لكن في الآونة الأخيرة حذرت مصادر طبية من توقف مركز الغسيل بفعل نفاذ الأدوية والمحاليل الطبية المرافقة لجلسات الغسيل الأمر الذي يهدد بتوقف المركز وإغلاق المركز في وجه عشرات المرضى ، وللوقوف على أبرز العراقيل والصعوبات التي تواجه المركز.
وحول هذا الموضوع المهم قمنا بزيارة إلى المركز والتقينا بالدكتورة نبيهة باماجد مديرة مركز الغسيل الكلوي في مستشفى الجمهورية.
•متى تم إنشاء المركز؟
تحدثت الدكتورة نبيهة باماجد مديرة مركز الغسيل الكلوي في بداية حديثها عن نشأة المركز بقولها أنشأ المركز عام ١٩٩٨م، وبدأ المركز بتجهيزات متواضعة بثمان وحدات غسيل ، وفي كل عام يمر يزداد عدد مرضى الفشل الكلوي، ولمجاراة زيادة أعداد المرضى، كنا نقوم بتحديث المركز كل خمس سنوات وذلك وفقا لسياسة مستشفى الجمهورية للعقود المبرمة مع المتعهدين لتوفير مواد الغسيل كل خمس سنوات، وتوجد لدينا الآن ٢٨ جهاز غسيل كلوي نعمل عليهم على مدار الساعة ونستقبل المرضى منذ الساعة الرابعة فجرا حتى الحادي عشر مساء، يبقى فيها أربع ساعات نقوم بإراحة الأجهزة حتى تدوم الأجهزة ولا نحتاج لراعي أو داعم لشراء أجهزة جديدة.
ونوهت الدكتور نبيهة إلى أن منذ ٢٠١٠ م وإلى يومنا هذا لم يتم رفع الموازنة الخاصة بجلسات الغسيل، ولم تتم تحديد سعر الجلسة بما يتعارف عليه أي أن الجلسة الوحدة يتم شرائها بالدولار والموازنة المرصودة للجلسة بالريال اليمني وتصل البدلة الخاصة بجلسة واحدة فقط ب ٤٢ دولار، ومنذ عام ٢٠١٠ م ازداد عدد المرضى وزاد سعر الدولار ونحن نعجز أمام هذا التضخم بتغطية العجز وتوفير جلسات غسيل كلوي بما يتوافق مع زيادة عدد المرضى.
وتشير الدكتورة نبيهة إلى أن المركز لا يستقبل فقط المرضى من العاصمة عدن، بل أيضا من محافظات الجنوب ومناطق النزاع مما يشكل عبئاً على المريض في تجشم عناء السفر وتحمل أسعار المواصلات الباهظة للحصول على جلسة غسيل واحدة.
وعن نشاط المركز وطبيعة الخدمات التي يقدمها المركز أوضحت الدكتور نبيهة بالقول: طبعا نقوم بإجراء جلسة غسيل للمريض لثلاث ساعات نقوم خلالها بمتابعة المريض صحيا من هبوط ضغط أو سكر أو فقدان للوعي، وإذا المريض حالته تتطلب التمديد أو لايستطيع مغادرة منزله أو السفر يوجد في مستشفى الجمهورية أقسام رقود لمتابعة حالة المريض، كما يحتاج مريض الفشل الكلوي أيضا أدوية شهرية خارج إطار الغسيل تصل قيمتها إلى ٧٠ الف في الشهر الواحد ، ونحن في المركز نبحث عن داعمين لتوفير هذه الأدوية للمرضى ليتوازى مع جلسات الغسيل ،فاذا لم يستطيع المريض توفير هذه الأدوية لا جدوى من جلسات الغسيل له.
وعن تواصل المركز مع منظمات أجابت الدكتورة نبيهة" لا توجد أي تواصل مع منظمة ، فكل منظمة لديها نشاطها الخاص ، ومرض الفشل الكلوي يندرج تحت قائمة الأمراض المزمنة وأغلب المنظمات تتجنب الخوض في تقديم الدعم لهذا النوع من الأمراض لعدم بروز إنجازاتها.
وعن توقف دعم الصليب الأحمر لمركز الغسيل أفادت الدكتورة نبيهة بالقول: الصليب الأحمر الدولي منذ ٢٠١٧ م وهو يتكفل بتغطية جلسات الغسيل ، فقد منحت الكثير في سنوات الحرب ولا نستطيع إجبار المنظمة إكمال دعمها للمركز.
وعن عدد المرضى أوضحت الدكتور نبيهة "بلغ عدد مرضى الفشل الكلوي الثابتين لدا المركز بلغ ٨٣ مريض وهناك أيضا ٨ حالات جديدة تأتي للمركز للحصول على جلسات غسيل كلوي ناهيك عن الجلسات الطارئة التي نقدمها لزوار عدن من اخوتنا المغتربين عندما يزورون أقاربهم في عدن والمرضى الوافدين من صنعاء والحديدة وغيرها من المناطق للسفر عبر مطار عدن ، وهؤلاء جميعهم نقدم لهم جلسات ونتعاون معهم ، لكن المركز الآن في ظل الظروف التي يمر بها لا يستطيع تقديم سوى جلسة واحدة فقط بعدها نخبر المريض بضرورة البحث عن مركز آخر لإجراء باقي الجلسات.
وعن الصعوبات التي يواجهها المركز تقول الدكتورة نبيهة" نواجه ضغوطات في العمل ،فالمركز قبلة لجميع المرضى من جميع المحافظات كما أسلفت وذلك لأن المركز يستقبل المرضى على مدار اليوم وفي كل أيام الأسبوع ، بذلك لا نستطيع إعادة مريض لأي ظرف يواجهنا وأن حدث مباشرة نجد الصحافة تكتب عنا وتلقي باللوم علينا ، على الرغم من ضألة الموازنة المرصودة للجلسات.
وتتابع" لدينا عجز في الموازنة ومديونية لموردي الأدوية والمحاليل لجلسات الغسيل لثلاث سنوات ، ومع ذلك نحاول تقديم الجلسات للمرضى كافة وذلك من خلال اتباع سياسة تقليل عدد ساعات وأيام الجلسات حيث قلصنا عدد ساعات الجلسة الواحدة إلى ثلاث ساعات بدلا من أربع ساعات وقلصنا أيضا عدد الجلسات للمريض إلى جلستين بالأسبوع بدلا عن ثلاث جلسات وذلك لنستوعب كافة المرضى لدا المركز، ناهيك عن صعوبة اختيار الطاقم الطبي ،فالعمل في مجال الغسيل ليس سهلا ويتطلب خبرة كافية فأنا لدي ٢٠ متعاقد يتقاضى ٢٠ ألف في الشهر كا حافز ، وهؤلاء يعملون بجهد وإخلاص في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد ، والحافظ على هذا الطاقم أحاول التعاون معهم بترتيب النوبات بما يتوافق مع دوامهم في وظائف أخرى.
وعن سبب انتشار مرض الفشل الكلوي وزيادة عدد المرضى أرجعت الدكتورة نبيهة بالقول " الجهل وعدم الوعي الصحي هو السبب ، فمرض الفشل الكلوي من مضاعفات مرض السكر والضغط ، وفي المناطق الريفية يصاب المريض بأكياس أو حصوات يراجع طبيب عام الذي يصف له الأدوية التي تضاعف من المرض فيصل إلى المركز ولا نستطيع تقديم أي جلسات، كما أن عالميا وفق التخطيط الصحي أي زيادة تحدث في تعداد السكان يقابله زيادة في معدل انتشار الأمراض والأوبئة.
وعن تقديم الحكومة لوزارة الصحة دعم للمركز أوضحت الدكتورة نبيهة" لم تقدم الحكومة أي دعم للمركز. سوى وزير الصحة الذي قدم لنا منحة إسعافية فقط ، لكننا مازلنا نعاني ومازالت مشاكلنا والصعوبات قائمة وهي تسديد المديونية ورفع الميزانية الخاصة بالجلسات حتى نعمل بأريحية.
وختمت الدكتورة نبيهة حديثها بالقول: يوجد مركزي للغسيل الكلوي آخرين حكوميين في مستشفى الصداقة وعبود وهذان المركزين يعملون بساعات محدودة وفق موازنتهم ، فلماذا لم تزر قيادة مكتب الصحة في العاصمة عدن وتحاول تدليل الصعوبات من خلال رفع موازنة الجلسات وتوفير طاقم طبي وتأهيله لتخفيف الضغط على مركزنا.
لذا أطالب بضرورة إنشاء مراكز غسيل كلوي في المحافظات لتخفيف الضغط على المركز ولتخفيف العناء على المريض من المحافظات الذي قد يأتي ويقطع المسافات ولايجد كرسي شاغر لإجراء الغسيل له فيموت ، فمن المسؤول عن هذا المريض؟ ، نحن في المركز لم ندخل جهدا في تقديم الخدمات الصحية وفق الإمكانيات المتاحة.