أحد صنوف الاستهداف الذي مارسته المليشيات الحوثية الإرهابية تمثّل في عمليات اقتحام للمساجد في محاولة لمنع صلاة التراويح خلال شهر رمضان الكريم.
ورصد شهود عيان ومصادر محلية في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين أنّ المليشيات تعمل على عرقلة المواطنين من أداء الصلاة في المساجد وتحويلها إلى مقار لتعاطي القات.
في الوقت نفسه، كرّست المليشيات الحوثية الوقت الأكبر من أجل تشغيل محاضرات طائفية تبثها عنوة بين السكان لملء عقولهم بأجندة متطرفة تتخادم مع أجندة المليشيات.
إقدام المليشيات الحوثية على تكثيف هذه الممارسات الطائفية يسبق حالة من الانهزامية العسكرية، فالمليشيات لم تستطع السيطرة على جبهة مأرب على مدار عامين كاملين بفضل المقاومة الشرسة التي يبديها رجال القبائل هناك.
كما أنّ عملياتها العدائية التي تستهدف أمن الجنوب بغية إيجاد مدخل لاحتلال أراضيه تُقابل بضربات قوية تنهال على المليشيات على يد القوات المسلحة الجنوبية التي تُسطر انتصارات ملحمية ضد المليشيات الإرهابية.
على الصعيد السياسي، وجدت المليشيات تشكيل مجلس القيادة الرئاسي بمثابة الضربة القوية التي تُوجّه لها، لا سيّما أنّ هذا المسار يستهدف ضبط بوصلة الحرب على المليشيات وإزاحة العناصر الفاسدة التي تآمرت معها.
وفيما وجدت المليشيات الحوثية هذا الواقع تهديدًا صريحًا ومباشرًا لأجندتها التآمرية، فقد عملت على تكثيف تحركاتها الطائفية بغية ترسيخ أفكارها المسمومة في عقول السكان، لا سيّما أنّ المليشيات قد تجد نفسها في أي فترة من الفترات مرغمة جبرًا على الانخراط في مسار السلام أو إكمال أجندتها الانتحارية.
يعزّز من ذلك حرص مجلس القيادة الرئاسي على إعادة الانضباط للمنظومة العسكرية في مواجهة المليشيات الحوثية والقضاء على الاختلالات التي سادت على مدار الفترات الماضية.
تجلّى ذلك بوضوح في عديد الاجتماعات التي عقدها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، والتي تضمنت توجيهات بإعادة هذا الانضباط العسكري لما يضع الحرب ضد الحوثيين على المسار الصحيح.
