القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا على تلغرام: فجر عدن للاعلام

بالأرقام.. حرب أوكرانيا تعيد ذكريات صدمة النفط في 1973

أعادت صدمة ارتفاع أسعار النفط الحالية إلى الأذهان ذكريات الموقف العربي الداعم لمصر خلال حرب أكتوبر 1973 لاسترداد سيناء من إسرائيل.
ففي ديسمبر/كانون الأول عام 1973، التقطت عدسة مصور صحفي سيارة فولكسفاجن يجرها حصانان بعد انقطاع النفط العربي عن أوروبا، وعلقت محطات الوقود لافتات تحمل عبارات لا يوجد وقود "sorry no gas".
واليوم تحضر مشاهد أخرى متفاوتة ومشابهة في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية التي فجعتها صدمة أسعار النفط على وقع الحرب الروسية الأوكرانية.



أرقام في صدمة النفط

قفزت أسعار النفط منذ مطلع فبراير/شباط الماضي حتى الآن بنحو 23.4%، فسجل سعر برميل النفط خام برنت اليوم 110.03 دولار، مقابل 89.16 دولار مطلع فبراير.
وارتفعت أسعار النفط بقوة في الولايات المتحدة الأمريكية أيضا خلال الفترة من مطلع فبراير/شباط حتى الآن، وسجل سعر برميل النفط خام نايمكس نحو 106.57 دولار، مقابل 88.26 دولار بداية الشهر الماضي، بنسبة زيادة 20.74%.
ومع قفزات النفط، صعدت أسعار الوقود في الويات المتحدة وأوروبا إلى مستويا قياسية، وتسببت في صدمة للمستهلكين الذين وجدوا أنسعم فجأة أمام خطر الحرمان من سياراتهم.
ويعيد المشهد للأذهان، الموقف العربي الداعم لمصر عندما خفضت الدول المصدرة للنفط وعلى رأسها السعودية والإمارات والعراق والجزائر والكويت إنتاجها بنسبة 25%، مما أسفر عن قفزة في أسعار النفط بنحو 17% ليصل سعر البرميل حينها إلى 3.65 دولار.

اشتعال البنزين

وحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن، في 23 فبراير/شباط الماضي، شعبه من أن أسعار البنزين المحلية قد ترتفع مع فرض بلاده مجموعة من العقوبات على روسيا.
وجاء في خطاب "جو بايدن" خلال مؤتمر صحفي، أن إدارته تستخدم كل الأدوات المتاحة لديها لحماية الشركات الأمريكية والمستهلكين من الارتفاع المحتمل في أسعار البنزين.
وقال بايدن: "الدفاع عن الحرية سيكلفنا أيضًا"، مؤكدًا مراقبة إمدادات الطاقة تحسبًا لأي انقطاع واتخاذ إجراءات صارمة لضمان استهداف الاقتصاد الروسي وليس الاقتصاد الأمريكي.

النفط الروسي وصدمة الأسعار

وتعد روسيا ثالث أكبر بلد منتج للنفط في العالم، بعد الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.
ومن بين خمسة ملايين برميل من النفط تنتجها روسيا يوميا، يصدر أكثر من النصف إلى أوروبا.
وبالنسبة لبريطانيا، يمثل ذلك نحو 8% من احتياجها من المنتجات النفطية.
أما الولايات المتحدة، فهي أقل اعتمادا على موارد الطاقة الروسية، إذ لم تستورد إلا 3%  من نفطها من روسيا في عام 2020.
وقد ترتفع أسعار غاز التدفئة - المرتفعة أصلا - بشكل كبير، حيث أن الغاز الروسي يعادل نحو 40% من واردات الغاز الطبيعي الأوروبية.

وإذا نضب هذا المصدر، ستجد ألمانيا وإيطاليا نفسيهما في وضع صعب للغاية.
وقد يتجه الأوروبيون إلى مصادر أخرى للغاز كقطر - أو نيجيريا والجزائر - ولكن هناك عقبات عملية تمنع هذه الدول من توسيع إنتاجها بشكل كبير.
وبينما لا توفر روسيا إلا 5% من الغاز الذي تستهلكه بريطانيا، كما لا تستورد الولايات المتحدة أي غاز من روسيا إطلاقا، إلا أن ذلك لا يمنع من ارتفاع اسعار المحروقات في هذين البلدين.
وسيواجه المستهلكون ارتفاعا في فواتير الوقود، ففي بريطانيا على سبيل المثال، درجت البلاد على الحد من ارتفاع أسعار الطاقة بواسطة قيود مفروضة على الأسعار.
ولكن فواتير الغاز والكهرباء سترتفع بنحو 700 جنيه استرليني إلى قرابة ألفي جنيه في أبريل/نيسان.
ومن المتوقع أن تصل التكاليف إلى نحو 3 آلاف جنيه عندما يتم رفع الحد الأدنى للأجور الخريف المقبل.
كما ارتفعت أسعار البنزين والديزل في بريطانيا في الفترة الأخيرة، ومن المتوقع أن يصل سعر لتر البنزين إلى 175 بنسا (أي نحو 2.5 دولار) بينما تتواصل الحرب في أوكرانيا.
وفي الولايات المتحدة، بلغت أسعار البنزين أعلى مستوى لها منذ عام 2008، ويقول اتحاد السيارات الأمريكي إن الأسعار قد ارتفعت بمعدل 11% في الأسبوع الأخير.

الموقف العربي في 1973

سلاح النفط الاستراتيجي كان مفاجأة الحرب الاقتصادية التي شنتها الدول العربية على المعسكر الغربي الداعم لإسرائيل، ساهم في دفع الراية نحو الجانب المصري لحصد الانتصار التاريخي.
القصة بدأت عبر زيارة سرية قام بها الرئيس المصري محمد أنور السادات للملك فيصل في الرياض أغسطس/آب 1973 أخبره خلالها بنواياه في خوض المعركة لتحرير سيناء وطلب منه وقف تصدير النفط إلى الدول الغربية التي تمد إسرائيل بالسلاح.
وفي أعقاب تلك الزيارة اجتمعت الدول المصدرة للنفط ومنها "السعودية والإمارات والجزائر والعراق وليبيا" في 15 سبتمبر/ أيلول من نفس العام لبدء التفاوض في رفع أسعار النفط عالميا ووضع حد لدعم إسرائيل.

ومع تحضيرات الدول العربية التي اتفقت على عقاب إسرائيل ومن يدعمها باستخدام سلاح النفط، بدأت مصر وسوريا هجوما ثنائيا على إسرائيل من أراضيها في السادس من أكتوبر/تشرين الأول.
ومع تقدم القوات المسلحة المصرية وتغلغلها في اتجاه تحرير الأرض كانت "أوبك" تتم مفاوضاتها 10 أكتوبر/تشرين الأول 1973 مع شركات النفط لرفع الأسعار وتعديل اتفاق طهران 1071.
وكانت أمريكا قد بدأت في إمداد إسرائيل بالأسلحة عبر النقل الجوي فيما عرف بعملية "العشب النيكيلي" في 12 أكتوبر/ تشرين الأول 1973، غير أن الدول العربية متمثلة في السعودية والإمارات العربية المتحدة والعراق والجزائر والكويت وقطر اتفقت على خفض إنتاج النفط ورفع الأسعار من جانب واحد بنسبة 17% إلى 3.65 دولار للبرميل في 16 أكتوبر/تشرين الأول لعرقلة إمدادات الولايات المتحدة إلى إسرائيل.
وكانت الضربة القاصمة للولايات المتحدة وإسرائيل يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول، الذي اتفقت فيه الدول العربية مجتمعة على استخدام سلاح النفط لمعاقبة كل من يدعم إسرائيل وفي مقدمتها الولايات المتحدة الداعم الأول.


ومع مطالبات الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون للكونجرس باعتماد 2.2 مليار دولار يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول 1973، كدعم عاجل لإسرائيل كان النفط العربي قد تم حظره تماما إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وامتد الحظر بعد ذلك ليشمل هولندا في 28 أكتوبر/تشرين الأول.
وظلت الدول العربية تحارب جنبا إلى جنب مع مصر وسوريا بسلاح النفط الفتاك لاقتصاديات الدول الموالية لإسرائيل، حتى حظرته على البرتغال وجنوب أفريقيا في 23 من نوفمبر/تشرين الثاني 1973، بعد خفض الإنتاج بنسبة 25٪، وتهديدات بخفضه 5٪ إضافية، مما أجبر دولاً كبيرة على اتخاذ موقف الحياد تجاه الحرب كفرنسا وألمانيا.
وبعد ضمان انسحاب إسرائيل تماما من ساحة الحرب وإعلان الانتصار العربي المجيد لتحرير الأرض المحتلة، أعلن وزراء نفط الدول العربية، نهاية الحظر المفروض على الولايات المتحدة التي تكبدت خسائر باهظة وشهدت ارتفاعات متعاقبة في أسعار البنزين، بينما فقدت بورصة نيويورك للأوراق المالية 97 مليار دولار في قيمة أسهمها في 6 أسابيع.


الحرب الروسية الأوكرانية

وبدأ الجيش الروسي يوم الخميس 24 فبراير/شباط الماضي، عملية عسكرية في الأراضي الأوكرانية، وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشن "عملية عسكرية خاصة" تستهدف أوكرانيا، للقضاء على ما وصفه بأنه تهديد خطير.
وقال بوتين حينذاك " إن هدفه هو نزع سلاح أوكرانيا وتخليصها من الفكران لنازي".
وقال مسؤول عسكري أمريكي رفيع المستوى في واشنطن أمس الخميس إن القوات الروسية تحاول حصار المدن الأوكرانية بما في ذلك العاصمة كييف.
وتابع المسؤول أن " خاركيف وتشيرنيهيف وماريوبول- نحن نرى تلك الجهود لتطويقها وحصارها".
كما تم رصد "نفس هذا النوع من الجهود" حول العاصمة الأوكرانية.
وقال المسؤول إن القوات المسلحة الروسية أحرزت" تقدما بحوالي 5 كيلومترات تقريبا على مدار الـ24 ساعة الماضية".

وتابع أنه كان هناك "زخما"، مضيفا :" ولكن يجب أن تضعه في حجمه، إنه ليس كبيرا".
هل اعجبك الموضوع :
التنقل السريع