أعلن الدكتور منصور القدسي -أستاذ الإعلام بقسم الإعلام كلية الآداب - جامعة تعز- تعليق أعماله التدريسية لهذا الفصل؛ احتجاجاً على ما وصفها بالتجاوزات الخطيرة والمخالفات الجسيمة لأبسط الأعراف الأكاديمية وقانون الجامعات اليمنية التي يشهدها قسم الإعلام بكلية الآداب بالجامعة، والتي كانت إحدى نتائجها الإجراءات التعسفية التي اتخذها قسم الإعلام ضد الدكتور عارف الأتام الشهر الماضي.
وأكد الدكتور القدسي، في إحاطة وجهها لطلابه في قسم الإعلام بالجامعة، أن المخالفات والتجاوزات التي تشهدها الجامعة بلغت مؤخراً حداً لا يمكن السكوت عنه.. وأنه قام برصدها وقدم شكوى رسمية لرئاسة الجامعة التي تكرمت بالتوجيه للشئون القانونية بالتحقيق فيها قبل ثلاثة أسابيع على أمل وضع حد لها.
وقدم في إحاطته، التي نشرها على صفحته بالفيسبوك، عن اعتذاره لطلابه، مؤكداً أنه لن يعود للتدريس إلا عندما يتم معالجة تلك الاختلالات والمخالفات الجسيمة، معبراً عن اعتذاره لعدم عرضها، وذلك حفاظاً على سمعة ومكانة جامعة تعز وتقديراً لتضحياتها التي لن يسمح بالغدر بها مجدداً.
وعبّر القدسي في إحاطته عن استغرابه من إنزال اسمه بالجدول رغم الشكوى المقدمة منه، مقدماً اعتذاره للطلبة، راجياً تقدير قراره بعد أن فشلت كل محاولاته السابقة في معالجة الاختلالات داخل القسم لما فيه النهوض بالعملية التعليمية ووضع حد للتدخلات غير الأكاديمية في العملية التعليمية.
وأضاف القدسي: "مثلما قررنا سابقاً تعليق أعمالنا التدريسية في قسم الإعلام بجامعة الحديدة رفضا لملشنة العمل الأكاديمي والعملية التعليمية بعد تدخل قيادة العصابة الثورية بحرمان أحد طلابنا هناك من دخول الامتحانات النهائية بسبب منشور على صفحته بالفيس بوك، وغيرها من التجاوزات ودفعنا ثمن مواقفنا باهظًا بدءاً من التهديد بالتصفية ومحاولة الاعتقال وتشردنا القسري لمدينة تعز ومن ثم توجيه تهم خطيرة لنا بهدف اتخاذ قرار يفصلنا وشرعنة اقتحام ونهب شقتنا بالسكن الجامعي في مدينة الحديدة.. لدينا استعداد كامل لأن ندفع ثمن ذلك مجدداً، رفضا لتسييس العمل الأكاديمي والعملية التعليمية بقسم الإعلام في جامعة تعز. فالملشنة والتسييس مجرم داخل الحرم الجامعي الذي تحكمه أخلاقيات وأعراف أكاديمية مقدسة ترقى لقدسية الجامعة كمنارة لتنوير المجتمع بكافة أطيافه ومكوناته دون تمييز أو محاباة... ومثلما تحملنا حملات الترهيب في الحديدة سنتحمل أي حملات تسفيه نتيجة موقفنا هذا في تعز.
واستطرد قائلاً: نعم لقد خسرنا بسبب الحرب رواتبنا وحقنا وأسرتنا بالعيش الكريم، لكن وبحمد الله لم ولن نخسر ضميرنا الأكاديمي فهو من يمنحنا القوة لمواجهة الضعف ومقاومة هذا الوضع الرديئ الذي نتجرع مراراته كل لحظة إيمانا منا بأن المحافظة على التعليم الجامعي في ظل كل هذا التفلت ضمانة أساسية للمحافظة على ما تبقى لنا من كرامة نحن معشر الأكاديميين ومدخل أساسي لحماية جامعاتنا التي يعول عليها إنقاذ ما تبقى لنا من وطن في قادم الأيام.
ويأتي قرار اعتذار واحتجاج الدكتور القدسي وتذمره من مخالفات رئاسة الجامعة بعد حوالي شهر فقط من إصدار قسم الإعلام بكلية الآداب قرارا تعسفيا بحق الدكتور عارف الاتام أستاذ الإعلام في كلية الآداب جامعة تعز وذلك بسبب منشور قديم رصدته على صفحته بالفيسبوك.. الأمر الذي يؤكد حقيقة الظلم والتعسف الذي تعرض له الاتام.
وكان قرار الجامعة التعسفي بحق الدكتور الأتام، الذي أصدرته كلية الآداب - جامعة تعز، قوبل حينها بموجة سخط واستنكار وإدانة واسعة من قبل مختلف النخب السياسية والأكاديمية والإعلامية اليمنية، الذين وصفوه بالمغلوط والجائر والمسيس والمناطقي، واستند إلى اعتبارات سياسية، مؤكدين أنه يعد تجاوزا فاضحا لكافة الأنظمة والقوانين والأخلاقيات الأكاديمية المعمول بها في مختلف جامعات العالم.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي يومها، بمئات المنشورات والتغريدات وآلاف التعليقات، التي تندد وتستنكر القرار، وتطالب رئاسة جامعة تعز، وعمادة كلية الآداب بسرعة العدول عن القرار، وتقديم الاعتذار للدكتور عارف الاتام، معتبرين أن القرار الصادر بحقه استند إلى مبررات سياسية واهية أوعزت بها أطراف سياسية ناقمة لا علاقة لها بالجامعة ولا بعملها الأكاديمي، وهو الأمر الذي يعد خطأ فادحا يسيئ للجامعة وكادرها الأكاديمي، ويشوه سمعتها وتاريخها ودورها الريادي.
واعتبر أكاديميون وإعلاميون وناشطون ذلك القرار التعسفي بمثابة انتكاسة كبيرة بحق جامعة تعز وكادرها الأكاديمي، إذ إنه كشف أن الجامعة باتت تتبع حزب الإصلاح، وتدار وتسير وتحرك من قبل عدد من قياداته العسكرية، مؤكدين أن حزب الإصلاح بتعز مارس ضغوطاً كبيرة على رئاسة جامعة تعز وعمادة كلية الآداب وقسم الإعلام فيها لإنهاء التعاقد مع الدكتور عارف الأتام بذريعة ”انتقاده لبعض قيادات الإخوان في منشورات قديمة على صفحته بالفيسبوك".