القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا على تلغرام: فجر عدن للاعلام

خلال فعالية لأدباء الجنوب فرع عدن.. هذه مؤشرات عودة دولة الجنوب العربي



*العاصمة عدن : تقرير / عــــلاء عـــــادل حـــــنش:*

نظم اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع العاصمة عدن عصر اليوم الأحد الأول من نوفمبر / تشرين الثاني 2020م، فعالية ثقافية تحت عنوان: (الجنوب العربي في خارطة الشرق الأوسط الجديد)، في المرسم الحر بمديرية التواهي في العاصمة الجنوبية عدن.

وبدأت الفعالية الثقافية الأديبة مريم العفيف، التي ادارتها بكل سلاسة، بالترحيب بالحاضرين.

وقالت: "رغم كل اسقاطات الأحداث على قيمة هذه الجغرافية إلا أن رقعة الجنوب العربي تُعتبر الرقعة المقدسة بالنسبة لأبنائها، ومطمع لا اعتدال فيه عند اعدائها".

وأضافت: "إن الحرص، والشجاعة النشطة للحفاظ على رقعة الجنوب العربي حرةً أبية جعلنا نخوض الحرب الضروس التي لا نراها إلا في الأساطير".

وأكدت العفيف أن: "من لم يسكن أرض الجنوب العربي لن يُدرك عمقها، وعمق الهجمات الشرسة عليها".

وتابعت: "الجنوب العربي، الواقع في جنوب غرب آسيا، ليس منطقة نالت الإعجاب بامتياز، بل منطقة مفطورة إلهيًا، ومُتشكلة جماليًا، وممتلئة تاريخيًا، وخطيرة جغرافيًا".

واستطردت: "الجنوب العربي الذي يقع في جنوب شبة الجزيرة العربية، في المنطقة الممتدة من باب المندب، هي نقطة اتصال بكل جغرافيا العالم".

وقالت: "إن النظر إلى الجنوب العربي كغنيمة ليس بجديد، فالموقع الجغرافي للؤلؤة المُدن، ودرتها (عدن)، يعتبر طموح جامح للجميع (محليًا، ودوليًا)".

وتحدثت العفيف، في ختام حديثها، عن الموقع الجغرافي الهام للعاصمة عدن، وأهميته في الصراع الدولي والإقليمي، بالإضافة إلى الثروات التي يمتلكها الجنوب.

*بداية خطة الشرق الأوسط الجديد*
بعدها، تحدث المؤرخ في تاريخ عدن والجنوب، ورئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع العاصمة الجنوبية عدن الأستاذ نجمي عبد الحميد، عن الجنوب العربي في خارطة الشرق الأوسط الجديد.

وقال نجمي أن: "في عام 1982م وضع (برنارد لويس) مشروع الشرق الأوسط الجديد، أي تقسيم المنطقة، ما يعني أن الدول التي صنعتها اتفاقية (سايكس بيكو) ستنتهي، وفعلًا هي في طريقها إلى الزوال".
 
وأكد أن: "الغرب وضعوا خرائط اسموها (خرائط الدم)، أي ما هو حاصل اليوم، ما يعني التغيير عبر الحروب والدمار، ولنجاح ذلك المخطط كان لا بد من نبش الصراعات الدينية والمذهبية والمناطقية والعرقية والأصولية، لتصعد إلى السطح، ولتكون قوة تدميرية بشكل كبير".

وتابع نجمي: "وقد قال عن ذلك المخطط (برنارد لويس) بالقول: (عندما يقولوا أن العراق أو السودان بلد عربي مسلم، فهذه كذبة صنعتها اتفاقية (سايكس بيكو)، ففي العراق مسيحين بكافة طوائفهم، ومسلمين، ويهود، وعبدة الشيطان (امازيغيين)، وهناك ثقافات ولهجات عديدة، فلماذا نلغي الغير، ونفرض فئة معينة؟)".

واستطرد: "الان، وكما انفصل جنوب السودان، فسكان (جوبا) يطالبون بحق تقرير المصير، وأيضًا (دارفور)، التي مساحتها توازي مساحة فرنسا، مهيئه لأن تُصبح دولة بذاتها".

وأكمل: "كما أن الصراع الحاصل بين جمهورية مصر العربية وإرتيريا والسودان على سد النهضة لهُ أبعاد سياسية خطيرة، أما في المغرب العربي فهناك مشاريع جديدة ستحصل فيه، فالأمازيغ يطالبون بدولة، والأرمان يطالبون بدولة".

وتابع: "(برنارد لويس) قال: (كيف يقولوا بأن الأكراد أقلية وهم عددهم أربعة وعشرين مليون؟)، فبريطانيا حوّلت قطر، رغم أن مساحتها صغير للغاية، إلى دولة تمتلك اقتصاد قوي، وتعلب أدوار مشبوهة".

وأكد أن الخرائط موجودة منذ أكثر من عشرين عامًا، وهي الان في مرحلة التطبيق.

*تقسيم تركيا وإيران*
وأشار نجمي، في سياق حديثه، إلى أن الحرب الحاصلة بين أرمينيا واذربيجان جاءت بعد نبش صراعات مر عليها أكثر من ألف سنة.

وأكد أن تلك الدول، التي كانت تابعة للاتحاد السوفيتي، هي على حدود تركيا وإيران، مشيرًا إلى أن تركيا وإيران تُعتبر من الدول التي سيتم تقسيمها.

*كيف ومتى بدأ الصراع على أرض الجنوب؟*
وعن الجنوب العربي، وقال نجمي أن: "كثير من وثائق الجنوب العربي لم تُكشف بعد".

وأضاف: "في عام 1967م كان هناك صراع بين أمريكا وبريطانيا وفرنسا والاتحاد السوفيتي على الجنوب.. صراع لهُ أكثر من مائة سنة، فبريطانيا قبل أن تدخل عدن ظلت تخطط لدخول عدن أربعون سنة، وعندما دخلت بريطانيا عدن كانت فرنسا بقيادة نابليون مشغولة بمصر".

وتابع: "وتعتبر منطقة التواهي منشاء بريطاني، فهي من رتبتها، وحولتها إلى حي سياسي واقتصادي، وآنذاك قامت أمريكا بافتتاح سفارتها في التواهي عام 1895م، وكانت بالنسبة لها أهم نقطة للتجسس على منطقة البحر الأحمر، وجزيرة العرب، والقرن الأفريقي".

واستطرد: "الصراع الذي احتدم بين تلك الدول العظمى على أرض الجنوب كان لعدة أسباب أهمها الموقع الجغرافي الهام، والثروة الكبيرة، وغيرها من الأسباب الكثيرة".

*أكذوبة الوحدة اليمنية وحرب صيف 94م*
وأكمل: "الوحدة اليمنية أكذوبة، وحرب صيف عام 1994م التي شنها علي عبد الله صالح كانت بأوامر من الرئيس الأمريكي (جورج بوش) الأب".

وأكد أن الثروات الهائلة التي يمتلكها الجنوب كانت سببًا في أطماع دول عديدة، مشيرًا إلى أن التنقيبات على النفط في المناطق الجنوبية بدأت قبل دول الخليج بكثير، حيث بدأت في عام 1919م.

وقال: "جاء إلى الجنوب خبير بريطاني يُدعى (لتن)، قام بعمل دراسة، ومسح شامل، وظل يعمل في ذلك لمدة عام".

وأضاف نجمي: "حينذاك قال الخبير البريطاني (لتن) أن: (في حضرموت لوحدها توجد أكثر من خمسين نوع من المعادن ومن ضمنها (الذهب).

وأكد نجمي أن ساحل صيرة على خط عدن مول في العاصمة الجنوبية عدن مليء بالنفط، مشيرًا إلى أن الصراع الحاصل الان في شقرة بأبين يأتي لكون شقرة منطقة غنية بالنفط.

وقال نجمي، في سياق حديثه، أن: "قبل قرابة (15) سنة، قال ضابط أمريكي أن (جميع سواحل مدينة عدن صالحة للإنزال العسكري البحري)".

وأكد أن من ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد عودة دولة الجنوب العربي.

*مستقبل الجنوب*
وكشف المؤرخ نجمي، في سياق حديثه، عن المطامع الدولية والإقليمية والمصالح الاستعمارية التي تستهدف الجنوب العربي.

وأشار إلى أن: "الخارطة تستهدف تقسيم الدول العربية إلى دويلات وهناك بعض الدول ستختفي من الخارطة".

وتوقع بأن: "دولة الجنوب العربي القادمة، وفق خارطة النظام الشرق الأوسطي الجديد، ستكون موحدة في إطار الكونفدرالية".

*مداخلات قيمة*
وتخلل الفعالية الثقافية، التي حضرها جميع رؤساء دوائر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع العاصمة الجنوبية عدن، وعدد من الأدباء والكتاب والمثقفين الجنوبيين، والمهتمين بتاريخ الجنوب العربي، تخللها مداخلات قيمة، ركزت في مُجملها على الأهمية الجغرافية والتاريخية للعاصمة عدن. 
هل اعجبك الموضوع :
التنقل السريع